المقالات

سيوفُ الهوى

محمد الرياني

أغمضتْ عينيها، نامتْ بعد تنهيدةِ العمر، التقى جفناها في احتضانٍ مثلَ سيفين يتمازحان بالحب، قلتُ لها وقد غابتْ عن الوعي : ما أروعَ الليل الذي تلتقي فيه سيوفُ الهوى بعد الصراعِ البريء، بقيَ في وجهها بصيصٌ من الضوء، كنتُ أظنُّ أنها نامت وراحتْ في سباتٍ عميق، فتحتْ عينيها فعاد كلُّ سيفٍ إلى غمده، تمنيتُ أني ذلك الغمد كي أستلذَّ بالدفءِ وأملأ أوردتي بالشجاعة، قالت وقد ولَّى السباتُ مع انعدامِ الصليلِ والهدنةُ قد أطلَّتْ من جديد : هل يوجدُ في ميادينِ الحربِ مَن هو أشرسُ من سيفين ارتسما على وجهٍ جميلٍ يشبهُ وجهي؟ قلتُ لها وقد دبَّتْ في عروقي شجاعةٌ فريدة : وجهٌ واحدٌ يشبهُ ميدانَ النزال، ولكنه يفوقه صراعًا، لايوجد ميدانٌ يشتعلُ فيه الصراع بسيفين بلا عنفٍ أو إسالةِ الدماء، دعيني أرى نومكِ من جديد، أريدُ أن أبصرَ وَتَرَيْ عينيكِ يتصارعان، يرسمان فرحةً في ميدانٍ يشبهُ ميدان الوغى، أغمضتْ عينيها وتركتْني وحيدًا أقلِّبُ بصري لأنظرَ إلى آخرِ الميدان وأكتبَ على الوسادةِ التي بالقرب مني : لن أضعَ مؤخرةَ رأسي عليك فأفقدَ متعةَ اللذةِ السرمدية، نامت نومًا عميقًا، ومن الفرحةِ نمتُ بلا مقدمات، رأيتُ في الحلمِ حاجبين يعلوان عينين جميلتين، صحوتُ وأنا أفسر الحلمَ تقسيرًا وحيدًا لاسواه، قلتُ في نفسي : هذان هما عيناها ووتراها الرائعان، كنتُ في غايةِ الاندهاشِ والتفكر، وقفتْ أمامي تسألني عن حلم لها مشابه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى