المقالات

{ لاتبالغ في وضوحك }

بقلم الكاتبة / شقراء الصامطي

نحتاج كثيراً للوضوح والصراحة في حياتنا وفي علاقاتنا : سواء العملية أو الاجتماعية أو الأسرية فهما مهمين جداً في كل شيء،
بحيث يبدو البعض واضحاً وكأننا نراه من الداخل ، نقرأ تعابير وجهه وكأننا نقرأ كتاباً مفضلاً لدينا ، ملامحه تشرح كل تفاصيل حياته ،
ولكن البعض يفضل أن يحتفظ بشيء من الغموض في شخصيته وفي تعاملاته ، ولا يصل إلى حد المبالغة في الوضوح ومن الممكن أن تكون له أسبابه الخاصة ،
فهناك من يعاني ولكن لايفضل أن يرى الناس أو تلمس معاناته ، ومنهم من يخاف من الحسد ولا يبين مالديه من النِعم ، ومنهم ومنهم الكثير ، فكل شخص يختلف عن الآخر ،
المهم أنه لجأ إلى عدم المبالغة والوضوح للناس ، ومن المعروف أن المبالغة هي الشيء الزائد عن الحد ، وكل شيء إذا زاد عن الحد يستحيل إلى الضد ،
فربما نصادف شخصية في داخلها حُزن وألم ومعاناة ولكن تبدو في غاية السرور والفرح ،
نجد هذه الشخصية عيونها مليئة بالبكاء ولكن فارغة من الدموع !!
لاتشتكي ولا تظهر ألمها ، وهذه الشخصيات هي الشخصيات الصبورة المحتسبة من يراهم الناس فيظنون أن حياتهم سهلة ميسرة ليس فيها منغصات أو صعوبات ،
وهم قد استوى حالهم في النِعمة والنقمة ، الله وحده يعلم مابهم ، هؤلاء هم من كتموا حزنهم في قلوبهم ولم يبالغوا في وضوحهم ، هؤلاء يجازيهم الله بصبرهم ،والله عنده حُسن الجزاء ،
فلنحتفظ لأنفسنا بشيء من أسرارها ولا نكون عرضة أحياناً للشفقه أو الجدل ،

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى