المقالات

خواطر.. موظف

أسعد الواصلي

قالوا إجازة!
قلت ما معنى إجازة؟
قالوا: راحة واستجمام، وهدوء أعصاب من عناء و ضغوطات العمل وصخب الحياة الرتيبة، وقضاء وقت ممتع مع العائلة.
قلت أين أجد تلك الراحة؟ و ماهو نوع الاستجمام الذي أنشده؟ و كيف يهدأ لي بال أو ترتاح أعصابي من عناء و ضغوطات العمل وضجيج الحياة اليومية بِرِتْمِهَا المعتاد؟
و كيف أقضي وقتاً كافيا بعيدا عن البيت مع عائلتي؟
أين نجدُ ذلك كله مع توقيتات غير مناسبة للأفراح والمناسبات التي تتزامن دائما مع إجازاتنا التي لا نستطيع كغيرنا أن نحددها متى نشاء! فزمانها مفروض علينا فرضاً لا نستطيع أن نغير موعدها بمحض إرادتنا وحسب رغبتنا، فهو محددٌ مسبق سواء الربيعية أو الصفية.

قالوا إجازة..
ذهبت إجازة الربيع الأولى كلها أفراح ومناسبات، ماشي…
نعوضها في الثانية فلعل فيها الوقت الكافي أن نرتاح و نستجم !

فَقُبَيْل الإجازة تنهال علينا الدعوات سواء بكروت الدعوة أو عن طريق الرسائل النصية أو الواتس اب…
و كلها من أقارب أو أصدقاء أو زملاء لنا في العمل، وكلهم نحبهم و لهم حق علينا إجابة دعوتهم .

لكن من أول ليلة من الإجازة إلى آخرها ، هو أسبوع واحد فقط يذهب كله ما بين استعداد لهذه المناسبات أو الحضور لها ، أو تعويض عن تعبها من جراء السهر بالنوم الطويل نهارا إلى أخره …

من حق كل واحد أن يفرح بزواجه، و يسعد بمناسباته، و لكن بدوره يجب أن يفكر بغيره و يحترم أوقات الآخرين، ويراعي مصالحهم.
و من حقنا عليهم أن نستمتع بإجازاتنا مع أسرنا في مايختارونه، فقد أُسْتُهْلِكْنَا من قِبَلِ العمل و المناسبات كذلك.
فهذه الظاهرة الإجتماعية السلبية -من وجهة نظري- في إختيار التوقيت غير المناسب من الأغلبية في أوقات متتابعة، و في ذروة الإجازة، يجب أن تقنن و ينسق لها بين الأقارب في أو قات تناسب جميع الأطراف، لأننا للأسف أصبحنا نلبي تلك الدعوات مجاملة و رغم عنا حتى لا يؤخذ علينا، فأصبحت هذه المناسبات السعيدة في أصلها، كئيبة في مضمونها، لا طعم ولا رائحة لها، غير أداء واجب ثم نمشي.
فالحلول لهذه الظاهرة أجزم أنها كثيرة و مقنعة لو أنا فكرنا فيها تفكيراً جدياً ومنطقياً.
فيارب أسعدهم ومتعهم بزواجهم و أسعدنا أن نربح ونغتنم أوقاتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى