المقالات

روح الروح (1)

 

بريك العصيمي

غابت أمي بضعةَ أيام في زيارةٍ عائلية خارجَ مكة، فشعرت بغربةٍ وفقدٍ كلما مررت على باب شقتها ووجدته مغلقا.

آهٍ ما هذا الفراغ الذي أجده في نفسي كلما مررت ووجدت بابها مغلقا!؟

لقد كانت هنا حياةٌ فأين اختفت؟
لقد كان هنا نورٌ يشع فماله خفت!

المكانُ لم يعد هو المكان الذي كان يقصده الصغار والكبار؛ فالأصوات التي كانت تملأُ جنباته ما عادت كما كانت.

شعرت بفقدِ شيءٍ كان يملءُ علي الحياة، فعرفت قيمة وحلاوة وعظم ومكانة وجودها.

كيف لا! وهي وطنٌ داخل وطن، واستراحةٌ تعجُ بالحياة، ومتنفسٌ نتخففُ من خلاله؛ عندما تثقلنا الهموم، أو تعترينا الأحزان.

لن تجد أصدقَ من يشاركك أفراحك وسعادتك مثل أمك! ولن تجد بلسماً يداوي جراحك، ويذهب همومك وأحزانك بعد الله مثل الجلوس معها!

هذه هي الأم باختصار “عَالَمٌ في إنسان” لمن لم يدرك ويعي قيمتها، ولكنه سوف يبكي بدل الدموع دماً؛ عندما يأتي يوم وتأفلُ فيه شمسها!

فهلا دعونا الله أن يديم في البيوت أمهاتنا! وأن يوفقنا لتقدير هذه النعمة بمعرفة أهمية مكانتها، وعظم حقها؛ حتى نقوم بما يجب علينا القيام به تجاهها من البرِ والصلة، ومن التلذذِ بحديثها، والإنسِ بقربها، والاستمتاعِ بالنظر إليها .

سُئل أحدُ الحكماء: من أجمل أمك أم القمر!؟ فقال : ” إذا رأيتُ القمرَ تذكرت أمي، وإذا رأيت أمي نسيت القمر”.

لذا أهدي لأمي هذه الكلمات؛ جبراً للتقصير في حقها، واعترافاً باليسير من فضلها.

#عيد_الأم
ليس يوماً، بل كُلّ يوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى