المقالات

الوقار قيمة أصيلة تعكس نضج الإنسان وهيبته

بقلم / صباح العنزي

في عالمٍ تتسارع فيه الإيقاعات وتعلو فيه الأصوات تظل بعض القيم ثابتة لا يزحزحها الزمن، ومن أبرزها الوقار تلك السمة التي تمنح الإنسان احترامًا وهيبةً تتجاوز حدود المظاهر والألقاب.

الوقار ليس مجرد هدوء في الطبع أو تحفظ في السلوك بل هو انعكاسٌ لعقلٍ راجح وتجربةٍ ناضجة يتجلى في قدرة المرء على ضبط نفسه، وانتقاء كلماته، والوقوف بمسافةٍ متزنة بين الجرأة والاحترام. إنه حضورٌ صامت، لكنه أبلغ من كل خطاب.

المجتمعات التي يزدهر فيها الوقار، هي مجتمعاتٌ تتأسس على الاحترام المتبادل والثقة. فالشخص الوقور لا يفرض نفسه بالصوت العالي ولا بالمظاهر الخادعة، بل بحكمةٍ تجعل الآخرين يلتفتون إليه طوعًا، ويُصغون لرأيه باهتمام.

وفي زمنٍ طغت فيه ثقافة الاستعراض واللهاث وراء الأضواء يبقى الوقار قيمةً تذكّرنا بأن الهيبة الحقيقية لا تُصنع بالشهرة ولا تُشترى بالمال، وإنما تُكتسب بالموقف والسلوك والأخلاق.

إن الوقار زينة الإنسان، وسرّ حضوره وجواز عبوره إلى قلوب الآخرين باحترامٍ يسبق كل كلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى