شكراً معلمي .. شكراً معلمتي

بريك العصيمي.
يتسابق البعض لشكاية ( المعلم ) أو المطالبة بمحاسبته ومعاقبته لتصرف بدر منه لم تُعرف حقيقتة أو ملابساته.
ولعلنا نُذَكِّر هؤلاء ونعود بهم إلى الوراء؛ حتى يعرفوا حُمق فعلهم وسوء تقديرهم !!! .
فها هو أحد وزراء الخليفة هارون الرشيد(رحمه الله) يأتي ويقول له:
“يا أمير المؤمنين لقد حدث اليوم في القصر أمرٌ جلل ، قال هارون : ويحك وما الذي حدث ؟ قال الوزير : يا أمير المؤمنين لقد رأيت ابنيك : (الأمين والمأمون ) يتسابقان إلى حمل نعل معلمهما ، فقال هارون وهل حدث هذا ؟ قال : نعم ، والله لقد رأيتهما بأم عيني هاتين فقال هارون للحاجب يا حاجب خذه واذهب به إلى السجن فقال الحاجب تعني المعلم ، قال : بل الوزير الذي لم يعرف قيمة المعلم والعلم، وأردف هارون “والله لو رأيتهما يقبلان رجل معلمهما اليمنى لأمرتهما بتقبيل رجله اليسرى” انتهت القصة بتصرف .
الله أكبر !!! .
إنه الفهم الحقيقي لقيمة العلم والمعلم، والذي بتقديره واحترامه تُصنع وتُربى الأجيال، وتصلحُ وتنتظمُ الشعوب والأمم بعد توفيق الله تعالى .
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
كم نحن بحاجة إلى مثل هذا الفقه اليوم الذي به تُعرف قيمة العلم والتعليم، ويُعرف به حق المعلم والعالم .
إن المدرسةَ تعتبر شريكة الأسرة في المسؤولية والتربية، فهي تقوم بدور هام ومكمل في بناء شخصية الطفل وتعليمه فالطفل في نظر والديه ملاك لا يخطي؛ وذلك بسبب محدودية المساحة المتاحة له في الأسرة بالإضافة إلا :
وعين الرضاء عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
إن الشخصية الحقيقية للطفل تظهر في المدرسة؛ حيث المساحة أكبر، والرقابة أقل، فهنا يأتي دور المدرسة في تحمل المسؤولية، والقيام بدور الأسرة، في التوجية والإرشاد والتربية بكل الطرق والوسائل التي تسهم في صقل شخصية الطفل وتهذيبها حتى ولو كانت تحمل في ظاهرها نوعاً من القسوة والشدة لكنها تحمل في ثناياها الرحمة والمصلحة،
قسى ليزدجروا ومن يكُ راحماً
فليقسُ أحياناً على من يرحم
كم نحن بحاجة اليوم في تعليمنا لمثل هارون الرشيد؛ ليوقف كُلَّ متطاولٍ، أو متفلسفٍ، أو معطلٍ، يحاول أن يُقلل من قيمة التعليم والمعلم، حتى لو كان ممن يحمل لواء العلم أو ممن ينتسب إلى مؤسسته ، فدرة عمر رضي الله عنه يحتاجها البعض صغارا كانوا أو كبارا .
إن المعلم والطبيب كلاهما
لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه
واصبر لجهلك إن جفوت معلما
ولكل معلم مخلص لم يشكره أحد نقول: يكفيك فخرا أنك تحمل رسالة الأنبياء والمرسلين في تعليم الناس وتنويرهم ورفع الجهل عنهم، ولن يضيع لك جهد بإذن الله، وسوف تحصد جزاء عملك عاجلا أو آجلا :
ازرع جميلاً ولو في غير موضعه
فلن يضيعَ جميلٌ أينما زرعا
إن الجميلَ وإن طالَ الزمان به
فليس يحصده إلا الذي زرعا .
شكراً معلمي .. شكراً معلمتي!
#اليوم_العالمي_للمعلم2025
#بريك_العصيمي