من يعلق الجرس؟

واكب – حسن العبسي
يحكى أن مجموعة من الفئران كان يهاجمها قط، ويفتك بها فتكاً شديداً، فقررت الفئران عقد اجتماع طارئ، وعاجل؛ لمناقشة هذه المعضلة وعندما عقد الاجتماع، وعصفت الفئران أفكارها عصفاً ذهنياً توصل المجتمعون لحل نهائي، وهو أن يعلق جرس في رقبة القط حتى إذا أقبل سمعت الفئران صوت رنينه وهربت …
هنا برز سؤال ملح حير الفئران .
من سيعلق الجرس؟!
والمغزى من هذه القصة الرمزية أن كثيراً من المشكلات يكثر حولها المنظرون، ويقل المبادرون.
ويبقى السؤال قائماً من سيعلق الجرس؟
تمر بشارع فيه حادث مروري – كفانا الله شر الحوادث – فتجد الناس مابين متفرج، ومصور، ومتألم، دون أن يحركوا ساكنا، حتى يخرج ذلك الواعي من بين المتجمهرين، ويحمل المصاب في سيارته الخاصة منطلقا به للمستشفى، بعدها يقوم الآخرون بإسعاف البقية بسبب مبادرة ذلك الشخص.
وهنا يعود السؤال مرة أخرى من سيعلق الجرس؟
انطفاءات الكهرباء في حي، أو قرية بصورة متكررة، وكل فرد من أهل الحي، أو القرية يقول: غيري سيتقدم بالشكوى، حتى يبادر أحدهم، فيبلغ الجهة المسؤولة، بعدها تنهال الشكاوى من كل حدب وصوب.
فقير في الحي، أو القرية، قد أنهكه الفقر، ويعلم بحاله الكثير، قد يتألمون، ولكن لايحركون ساكناً حتى ينهض أحد الأخيار، ويحثهم على مساعدة أخيهم المحتاج، فيتسابقون للبذل والعطاء، وهكذا دواليك.
ولو أردنا سرد أمثلة أخرى فهناك الكثير مما لا يتسع المقام لذكره ..
ولعله من نافلة القول أن نقول : علقوا أجراسكم.
ودامت أفراحكم.
بقلم / حسن بن محمد العبسي