المقالات

{ سيبقى الياسمين أبيضاً } !!

بقلم / شقراء الصامطي

كلما صادفت موقفاً نبيلاً في حياتي اليومية من أي أحد ،
تذكرت رائحة زهرة الياسمين ،
ولكم أن تعرفوا لماذا هذه الزهرة البيضاء بالتحديد ؟
ذلك لرائحتها العطرة وشذاها الفواح الذي يملأ المكان ،
وهذا مايجعلنا نربط بين الأخلاق الطيبة وزهرة الياسمين العطرة ،
فكلما تذكرت هذه الزهرة الجميلة …
رددت عبارة : على قدر أخلاقك ينجذب إليك الآخرون ،
فمثلما تجذبنا هذه الزهرة بجمالها ورقتها وأريج عطرها ،
تجذبنا أيضاً الأخلاق العطرة الطيبة في أي إنسان ،
والتي من أهم صفات أصحابها :
أنهم كلما نطقت ألسنتهم نطقت شذاً وعِطراً يستنشقه كل من حولهم ،
وكلما مروا بمجلس نثروا ورودا ً لا تذبل ، وإن رحلوا فاق جمال أخلاقهم كل مدح وبقي أثرهم الطيب ،
فالقلوب الصافية النقية تبقى دائماً مثل زهرة الياسمين :
يميزها بياضها ورقتها ،
وبالرغم من أن هناك بعض اللحظات الاستثنائية في حياة كل إنسان لايعود بعدها كل شيء كما كان ،
إلا أن هذه اللحظات هي من أعظم الهِبات من الله وكأنما أرسلها الله للإنسان لتوقظه من سباتٍ وغفلة ،
لكي يعيش لحظة وعيٍ وتبصر بالحياة والناس والذات ،
وبالرغم من أن هناك الكثير من الصدمات التي نتلقاها والتي تجعلنا أكثر نضجاً وأعمق إدراكاً ووعياً ،
تجعلنا نلتزم الحذر حتى في صمتنا ،
ولا ننسى أننا بشر وليس لدينا صفات ملائكية ،
فسواد القلب وصفاء الرُوح بينهما تضاد عجيب ،
ومن يحمل جمال الأخلاق هو من يفوز بصفاء الرُوح
ويتحول قلبه إلى بياض ،
فنحن نتألم ونحزن ونحب ونكره ، ونغضب وهكذا تمر علينا كل الصفات البشرية
سواء خيرٍ أو شر
إلا أننا في النهاية
الكثير منا يحتفظ بطيبته
ويحافظ على نقائه ،
مهما كانت المؤثرات من حوله
ويبقى الياسمين أبيضاً .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى