المقالات

الخجل الإجتماعي

الخجل أمر طبيعي، وقد يكون حالة مؤقتة، أو طويلة الأمد، لكن عندما يتعارض مع نسق الحياة اليومية للفرد ، فقد يصبح من الضروري طلب المساعدة من مختص .

فقد يشعر الأشخاص الخجولين بالتوتر أو القلق، مما يجعلهم إلى تجنب الاجتماعات أو أي مواقف تشعرهم بعدم الارتياح .

أنواع الخجل :

هناك أنواع مختلفة ومتعدّدة و يمكن تصنيف الخجل إلى الفئات التالية:

الخجل السلوكي :

يتميز هذا النوع من الخجل بالهروب، أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية ، وقد يتجنب الأشخاص الذين يعانون من الخجل السلوكي النظر في عيني الآخر، أو إجراء محادثة صغيرة وقد يلجؤون إلى الانسحاب جسديا من أي مناسبات اجتماعية مثل المهرجانات أو الاجتماعات أو ما شابهها، لكنهم قادرون تماما على التواصل عبر الإنترنت أو غيرها من الوسائط التي لا تجبرهم على مواجهة الآخر وجها لوجه.

الخجل أثناء الأداء :

يحدث هذا النوع من الخجل في المواقف التي يُتوقع فيها من الفرد أداء نشاط أو عرض أو التحدث أمام الملأ، مثل إلقاء محاضرة أمام جمهور أو العزف على آلة موسيقية أو المشاركة في رياضة.

قد يعاني الأشخاص المصابون بخجل الأداء من القلق و/ أو الإحراج و/ أو الخوف من الإخفاق أو جلب العار لأنفسهم.

الخجل الظرفي:

يحدث هذا النوع من الخجل في مواقف محددة، مثل مقابلة أشخاص جدد، أو حضور الاحتفالات العائلية، أو في بدايات المواعدة.

قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من الخجل الظرفي بالانطواء والعصبية في هذه المواقف، لكن هذه الأحاسيس سرعان ما تتلاشى إذا أحسوا بأنهم موضع ترحاب.

الخجل النفسي :

هذا النوع من الخجل هو سمة من سمات الشخصية ويتميز بميل عام نحو الخجل في جميع المواقف على اختلافها.

قد يجد الأشخاص المصابون بالخجل صعوبة في بدء التفاعلات الاجتماعية وقد يفضلون البقاء في الخلفية، وتجنب جذب الاهتمام إلى أنفسهم.

أسباب الخجل الإجتماعي

يحدث الخجل الاجتمغاعي بسبب عوامل بيولوجية وبيئية، منها:

الوراثة والبيئة المحيطة،

فإن سبب الخجل يعود في 30% منه إلى الجينات الوراثية، في حين تتكفل البيئة المحيطة بالنسبة المتبقية،فالبيئة وخبرات الحياة الأليمة كالفشل في الدراسة وتأثير الطلاق تصنع طفلا خجولا.

وأيضا المثالية، حيث هناك من يخجلون من الحديث أمام الجمهور مثلا يضعون لأنفسهم معايير عالية ،فهم لا يتوقعون لألسنتهم أن تزل في كلمة، ويعتقدون أن على جميع من يستمعون إليهم الانتباه والانجذاب الكاملين لما يقولونه طوال الوقت، بالإضافة إلى الخوف وما يسببه من عدم الثقة بالنفس وترك ممارسة المهارات الاجتماعية تفاديا للإحراج .

كذلك نموذج الوالدين، فالأبوان الخجولان يربيان غالبا أطفالا خجولين، كما أن مخاوف الأم الزائدة تصيب الطفل بالخوف من اللعب تفاديا للإصابة بالأذى، فيظل منطويا خجولا.

النقد والتهديد من الآباء علانية يتسببون في خوفهم من الراشدين فيصبحون خجولين، وردود أفعالهم دفاعية، وأخيرا مركب النقص، فبعض الأطفال يشعرون بالنقص بسبب إعاقة جسدية أو سمنة مفرطة أو قصر قامة ملحوظ أو بسبب الفقر، مما يجعلهم خجولين.

 

أعراض الخجل الاجتماعي :

 

ندرة الكلام في حضور الغرباء، والنظر لأي شيء عدا من يتحدث معه، والشعور بالإحراج الشديد من الحديث أمام جمع من الناس، والتردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية.

وهناك أعراض جسدية كزيادة النبض، وآلام المعدة، ورطوبة وتعرق اليدين والكفين، واحمرار الوجه وجفاف الفم والحلق، والارتجاف والارتعاش اللاإرادي، أما الأعراض النفسية فتشمل التركيز على النفس، والشعور بالنقص والإحراج وعدم الأمان، ومحاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.

 

علاج الخجل الاجتماعي :

 

يكون بالتعرف على نقاط القوة لديك والتركيز عليها وتطويرها، واستعادة ثقتك بنفسك ونظرتك الإيجابية لذاتك، إلى جانب الاهتمام بالقراءة لما تكسبه من أفكار ومفردات لغوية تفيد في الحوارات مع الآخرين، وأيضا تنمية المهارات والمواهب الشخصية والأنشطة الاجتماعية والتطوعية باعتبارها جسرا يصلك بالناس ويفتح لك آفاقا لعلاقات جديدة.

وكذلك فإن لغة الجسد والابتسامة الدائمة والنظر في عين محدثك أمور مهمة تحتاج إلى التدرب عليها للانفتاح على المجتمع، كما يعد من أهم العوامل المفيدة في العلاج أن تنسى تماما أن أحدا يهتم بمراقبتك، إلى جانب المثابرة والتدرب على اقتحام ما تخجل منه وتثمين كل خطوة تخطوها للأمام.

في النهاية لا مجال للخجل فالحياة اليومية لا تخلو من مواقف تقتضي التخلي عن الخجل الاجتماعي ، فعندما يلحق بك ضرر أو تقدم لك خدمة سيئة فلا مجال للخجل من طلب إصلاح ذلك أو تعويضك عنه، وأيضا عندما يقتضي الأمر أن تقول “لا” لشعورك بالحاجة لتخصيص وقت لنفسك فافعل دون خجل .

ندى فنري

أديبة / صحفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى