المقالات

الحــــب

د . ضيف الله مهدي

يلعب الحب دورا هاما في حياة الإنسان فهو أساس الحياة الزوجية وتكوين الأسرة ورعاية الأبناء وهو أساس التآلف بين الناس وتكوين العلاقات الإنسانية الحميمة وهو الرباط الوثيق الذي يربط الإنسان بربه ويجعله يخلص في عبادته وفي إتباع منهجه والتمسك بشريعته ويظهر الحب في حياة الإنسان في صور مختلفة فقد يحب الإنسان ذاته ويحب الناس ويحب زوجته وأولاده ويحب المال ويحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم .. ونجد في القران الكريم ذكرا لهذه الأنواع المختلفة من الحب . قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( دب إليكم داء الأمم قبلكم ) ( الحسد والبغضاء ) هي الحالقة ، حالقة الدين لا حالقة الشعر ، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم). ويقول العارفون والمهتمون بأنه لما كان الفهم لمسمى الحب أشد وبقلوب المحبين أعلق ، كثرت لديهم الأسماء ، وذلك تبعا لتنوع المشاعر والأحاسيس التي تخطر لهم وتنتاب جوارحهم ، وتطوح بهم يمنة ويسرة ، أو تعلو بهم وتشغل ، أو تضيء لهم وتظلم ، أو تشرق وتغرب ، لذا كثرت أسماؤه حتى بلغت ما يقارب الستين اسما وأهمها : ( المحبة ، والعلاقة ، والهوى ، والصبوة، والصبابة ، والشغف ، والوجد ، والكلف ، والتتيم ، والعشق ، والجوى ، والدنف ، والشجو ، والشوق ، والخلابة ، والبلابل ،والتباريح ، والغمرات ، والشجن ، واللاعج ، والاكتئاب ، والوصب ، والحزن ، والكمد ، واللذع ، والحرق ، والسهد ، والأرق ، واللهف ، والحنين ، والاستكانة ، واللوعة ، والفتون ، والجنون ، واللمم ، والخبل ، والود ، والغرام ، والهيام ).وقيل إن المحبة : أصلها من الصفاء ، ذلك أن العرب تقول في صفاء بياض الأسنان ونضارتها : ( حَبَبُ الأسنان ). وقيل إنها مأخوذة من الحباب وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد . فكأن غليان القلب وثوراته عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يشبه ذلك . وقيل مشتقة من الثبات والالتزام ، ومنه أحب البعير إذا برك فلم يقم لأن المحب لزم قلبه محبوبه ، وقيل النقيض أي مأخوذة من القلق والاضطراب ، ومنه سمي ( القرط ) حب لقلقلته في الأذن .
قال الشاعر :
تبيت الحية النضناض منه
مكان الحب تستمع السرارا
وقيل بل هي مأخوذة من الحُبِّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله ، لأن القلب أصل كيان الإنسان ولبه ومستودع الحب ومكمنه.
وللحديث بقية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى