لقاءات من الوطن مع مرفت تستضيف الدكتورة عبير برهمين

إعداد وحوار : مرفت طيب – صحيفة واكب
مقدمة اللقاء:
في هذا اللقاء الأول من سلسلة من الوطن مع مرفت نُرحب بشخصية أكاديمية ملهمة، كرّست علمها وجهدها لخدمة الإنسان والمجتمع.
ضيفتنا هي الدكتورة *عبير عبدالرحمن برهمين*، أستاذ الكائنات الدقيقة الطبية المساعد بكلية الطب – جامعة أم القرى، وواحدة من الأسماء التي جمعت بين التخصص العلمي الدقيق، والعمل الأكاديمي الرفيع، والمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع.
تقلّدت الدكتورة عبير عدة مناصب قيادية، كان لها فيها بصمة واضحة في تطوير بيئة التعليم، ودعم البحث العلمي، وتعزيز الوعي الصحي، مما جعلها نموذجًا للمرأة السعودية التي توازن بين التميز العلمي وروح العطاء الوطني.
في هذا اللقاء، نقترب منها أكثر، لنتعرّف على محطاتها، رؤيتها، ومشاعرها… كما لم تُروَ من قبل.
السيرة الذاتية تلعب دوراً مهماً في التعريف بالشخصية
1– يسعدنا أن تعطينا نبذة مختصرة عن سيرتكم الذاتية
ج/ 1- السيرة الذاتية المختصرة.
الشهادات العلمية:
– درجة الدكتوراة في البكتيرياالطبية الجزيئية من كلية الطب بجامعة مانشستر- بريطانيا (2010).
– ماجستير في البكتيريا الطبية الجزائية من كلية الطب بجامعة مانشستر- بريطانيا (2005).
– ماجستير في علم الكائنات الدقيقة الطبية من جامعة الملك عبدالعزيز بجده(2000).
– بكالوريوس في الكائنات الدقيقة من جامعة الملك عبدالعزيز بجده (1992).
– ثانيا: الخبرات العملية:
– استاذ مساعد في قسم الكائنات الدقيقة والطفيليات بكلية الطب بجامعة ام القرى بمكة (2011 وحتى تاريخه).
– عضوة المجلس البلدي بمكة المكرمة في دورته الثالثة (2016- 2021).
– وكيلة كلية الطب بشطر الطالبات (2017- 2019).
– رئيسة قسم الكائنات الدقيقة بكلية الطب بجامعة ام القرى(2012- 2017).
– وكيلة كلية التمريض بجامعة ام القرى (2014-2016).
– وكيلة كلية التمريض للشؤون التعليمية (2012- 2014).
– محاضرة بقسم الكائنات الدقيقة بكلية الطب بجامعة ام القرى (2002- 2004).
– كبيرة الأخصائيين الغير طبيين بمختبر مستشفى النور التخصصي بمكة (1996- 1999).
– أخصائية مختبر بمستشفى النور التخصصي بمكة (1993- 1999).
2- الحياة عبارة عن محطات
هناك محطات صنعت الفرق في رحلتك الأكاديمية و القيادية ، حديثنا عنها ؟
ج/ 2- المحطات التي صنعت فرق في رحلتي الأكاديمية والقيادية:
– خلال رحلتي الأكاديمية تعلمت ان اي تقصير في التحصيل الدراسي لطالب ما يكمن خلفه ظروف اسرية قاهرة. طالبة عندي لاحظت شدة نحولها ( كان وزنها 38 كجم) وتغيبها لفترات طويلة. استضفتها في مكتبي لاكتشف بعدها ان والدها كانت تنتابه نوبات غضب غير مبررة من وقت لآخر فيقوم بحبسها واخوتها بنين وبنات في البيت يغلق عليهم بالمفتاح لأيام لايستطيعون خلالها الحضور للجامعة او المدرسة ولاحتى الحصول على الخبز من البقالة وان اي اعتراض منهم كان يعني الاعتداء بالضرب المبرح. إلى أن تتحسن حالته المزاجية بعد عدة ايام فيفرج عنهم. أخبرتني يومها ان جدتها كانت تقول لهم ان جدها كان كذلك وان عليهم الصبر. اخبرت الطالبة يومها ان والدها قديكون مصاب بأحد الأمراض النفسية وانه بحاجة لمساعدة طبية ليتحسن.
– خلال عملي كبيرة اخصائيين في مختبر مستشفى النور، اختلفت مع إحدى الفنيات حول جدول المهام. فماكان منها الا انها تلفظت على بألفاظ غير لائقة وشتمتني على مراى ومسمع من عدد كبير من الفنيين والاخصائيين. اخبرتها انني ساشكوها رسميا مقابل شتمها وتعديها علي بالألفاظ النابية. وقد حصلت على خصم يومين بعد التحقيق معها بخصوص شكواي. بعد هذا الموقف بأسبوع حل موعد الرفع لتجديد العقود وبصفتي الرئيسة المباشرة لها لم تجروء على طلب التجديد مني ووسطت إحدى زميلاتها لتقوم بذلك فاخبرتها ان عليها القدوم لاسالها بعض الأسئلة وقد كان. مضت فترة وتم تجديد العقود ففوجئت بهذه الفنية أمامي وعينها مغرورقة بالدموع وهي تشكرني و تطلب مني ان اسمح لها بمعانقتي ففعلت. قالت لي بعد موقف تعدي عليك بالشتم ظننت انك ستنهي عقدي وتوصي بعدم تجديده لكني فوجئت انك اوصيت بتجديد عقدي مع زيادة في المرتب واجهشت في البكاء. اخبرتها يومها انني حصلت علي حقي يوم تم حسم يومين من راتبها. وأما توصيتي بتجديد عقدها مع الزيادة فكان لان اداءها لعملها كان متميزا وتستحق الزيادة قانونا. وإنني تصرفت بمهنية خالصة دون أي حسابات شخصية. هذا الموقف تعلمت منه ان افصل تماما بين واجباتي كمسؤولة وبين علاقاتي الشخصية وان اتصرف بمهنية في كل الأحوال.
3– الوطن يعني الكثير
– ماذا يمثل لكِ الوطن من حيث الانتماء والعطاء؟
ج/3- قد لا استطيع ان اعبر عن مدى فخري واعتزازي بوطني الحبيب الذي أعطاني الكثير وتعلمت منه الكثير. فاجدني كطفلة صغيرة مهما حاولت صف وترتيب الكلمات لتصف حبها واعتزازها وانتماءها وولاءها لوطنها تعجز الكلمات عن التعبير عن شعورها واحساسها وحبها تجاه وطنها فلا املك الا ان ادعو الله ان يحفظ وطني الحبيب من كل سوء وان يوفقني لاقدم كل ما أستطيع في سبيل المساهمة في رفعته وتقدمه.
4- هناك رسائل تترك أثر في المجتمع
– ما الرسالة التي ترغبين في توجيهها للمجتمع؟
ج/ 4- أي مجتمع يعتمد على وعي أفراده وقدرتهم على التمييز بين ما يؤدي لرفعته او لهدمه. فرسالتي للمجتمع كونوا واقعيين وواعين لكل مايجري حولكم فهناك من يهدف إلى تسطيحكم وتسفيه افكاركم وارءكم بقصد او عن جهل فتصبحوا معاول هدم لمجتمعكم بدلا من معاول البناء فلا تسمحوا لهم بذلك.
5- لحظات لا تُنسى
– ما اللحظة التي شعرتِ فيها أن تعبك الأكاديمي لم يذهب سُدى؟
ج/5- لمعة الفرح والفخر في عيني أمي رحمة الله عليها وهي تقييم حفل لي بمناسبة حصولي على درجة الدكتوراة. انستني تلك اللحظة كل التعب والجهد والمشقة والاغتراب وشعرت عندها ان حجم فرحة امي كانت تفوق حجم فرحتي بشهادتي بمراحل.
6- أثر باقٍ في الذاكرة
– هل هناك طالبة أو موقف أكاديمي ترك أثرًا فيك لا يزال حيًا حتى اليوم؟
ج/6- نعم ، احدى طالباتي تخرجت من سنين مضت .
مرت يوما على كلية الطب وجاءتني وسلمت علي وقالت لي أردت فقط ان أشكرك على كل ما علمتينا اياه.
ربي يجعل ذلك في ميزان حسناتك ويجزيك عنا خيرا. كانت كلماتها كالبلسم انستني كل مشقة وتعب وجعلت لمهنتي معنى حقيقي.
الخاتمة
نختم لقاءنا بتقديم شكرنا العميق للدكتورة عبير عبدالرحمن برهمين على وقتها، وصدق حديثها، ومشاركتها لتجربة غنية تحمل الكثير من الإلهام.
لقاؤنا بها لم يكن مجرد سرد لمسيرة، بل إضاءة على شخصية تركت أثرًا في التعليم والمجتمع… وما زالت.



