المقالات

ربع من القرن في مسيرة التعليم

عبدالرحمن قحل

التعليم ليس مجرد وظيفة، بل رسالة حياة، ومسار طويل من العطاء والإخلاص.

منذ أن بدأت رحلتي من ربع قرن، كرّست نفسي لتعليم اللغة العربية في التعليم العام، مع شغف بتطوير مهارات الطلاب وإلهامهم في حب لغتهم وثقافتهم.

خمس وعشرون عامًا مضت، وما زلت أواصل هذا الطريق بحماس متجدد، مؤمنًا بأن العلم هو أعظم وسيلة للنهوض بالأمة وبناء مستقبل مشرق.

وتبدأ رحلتي في التعليم من المنطقة الأولى التي تعينت بها مدينة سراة عبيدة ومدرسة أبوبكر الصديق ومديرها المربي الفاضل

الأستاذ سعيد بن محمد شعلان

الذي وضع اللبنة الأساسية في تاريخ حياتي العملية وجعلني أشعر بحجم مسؤولية هذه المهنة العظيمة.

بعدها إنتقلت إلى جزيرة فرسان ومنها إلى محافظة أحد المسارحة التي اسكنها وتنقلت

في مجموعة من مدارسها.

خلال مسيرتي، لم أقتصر على التدريس فحسب، بل توسعت خبرتي في المناصب الإدارية. فقد شغلت منصب أمين مصادر التعلم للتعليم العام وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة (تربية فكرية) في معهدهم الخاص في المنطقة، حيث ساهمت في توفير الموارد التعليمية المناسبة ودعم العملية التعليمية للطلاب كافة، بما يضمن فرص تعلم متكافئة ويعزز مهاراتهم الفكرية والإبداعية.

ومع ذلك، ظل قلبي مع الطلاب في الصف، فعُدت للتدريس بكل شغف، حاملًا معي الخبرة الإدارية ورؤية أوسع لكيفية توجيه التعليم بما يخدم مصلحة الطلاب ويعزز من جودة العملية التعليمية.

 

رُبعُ مِنَ القَرنِ لا رُبعُ مِنَ الزَّمَنِ

تُصرِمُ العُمُرَ بَيْنَ الدَّرْسِ وَالقَلَمِ

أَفْنَيْتُ فِي مِهْنَةِ التَّعْلِيمِ زَهْرَتَهُ

بَيْنَ المَدارِسِ طَمَّاحًا إِلَى القِمَمِ

 

رغم مرور هذه السنوات

مازلت أرى في كل يوم فرصة للتجديد والتعلم والإلهام. فكل طالب يمثل تحديًا وفرصة جديدة لصنع فرق، وزرع بذور المعرفة والقيم التي ستثمر في المستقبل.

وما زال هدفي هو تقديم كل ما أستطيع في خدمة التعليم، والإسهام في تطوير مهارات الطلاب وصقل شخصياتهم، مع الحفاظ على شغفهم بلغتهم الأم وثقافتهم.

 

خدمة التعليم رحلة طويلة من الصبر والإبداع والإخلاص، وما زلت أعتبر نفسي طالبًا في مدرسة الحياة، أتعلم من كل تجربة وأستمد الحماس من كل نجاح يحققه طلابي.

هدفي أن أترك أثرًا حقيقيًا في حياة كل جيل، وأن أساعدهم على الوصول إلى قمم العلم والمعرفة، فالتعليم رسالة مستمرة، والمعلم الحقيقي يظل متفانيًا طوال حياته، وهذا ما أعيشه كل يوم منذ خمس وعشرين عامًا

ومازلت أواصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى