المقالات

الإنسان الذي رأيت

بقلم: بريك العصيمي.

أن تكون إنسانا قبل أن تكون موظفا هذا هو الرقي والسمو، وهذا ما يأمله ولاة الأمر في كل من يُسند إليه عمل من الأعمال في كل قطاعات هذه الدولة المباركة، فالموظف وجد من أجل تقديم أرقى وأفضل أنواع الخدمة والتعامل للمواطن.

كانت عندي مشكلة في برنامج حضوري بسبب مشغلات بعض الأجهزة والتطوير الذي يحدث على البرنامج.

ذهبت إلى إدارة التعليم بمكة المكرمة لإصلاح ومعالجة هذا الخلل، وعندما وصلت للقسم المعني وأنا في الممر صادفني موظف فسألته عن المسؤول عن برنامج حضوري فقال: وصلت، مالمشكلة؟ فأخبرته، فما كان منه إلا أن أخذني إلى أحد المكاتب المجاورة وطلب مني التفضل بالجلوس والاستراحة.

خلال جلوسي معه وقيامه بحل المشكلة التي جئت من أجلها، شدني وأسرني حسن تعامله وتبسطه في الحديث وتواضعه الجم وقيامه بواجب الضيافة والإكرام معي، شعرت بأن هناك نماذج رائعة تستحق أن يُسلطَ عليها الضوء، وأن تُكّرمَ؛ نظيرَ المهنية التي يقوم بها مع رحابة الصدر وطلاقة الوجه.

أنا لا أعرفه! وهو لا يعرفني! ومع ذلك كان هذا الرقي في التعامل، والسمو في حسن الخلق والتعاطي والبذل.

هو لا يعرف أني عضو المجلس البلدي لأمانة العاصمة المقدسة في دورتيه الثانية والثالثة، ولا يعرف أني عضو هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة، ولا يعرف أني إعلامي وكاتب وعضو مجلس إدارة في صحيفة واكب الإلكترونية، ولا يعرف أني مستشار أسري وتربوي، ولا يعرف أني مأذون شرعي لعقود الانكحة للمواطنين والمقيمين، ولا يعرف أن أخي اللواء م عبدالله العصيمي قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام سابقا، ولا يعرف أن عمي اللواء م فراج العصيمي مدير سجون الباحة سابقا، ولا يعرف، ولا يعرف… .

ومع ذلك قدم لي الخدمة في أرقى وأكمل وأجمل ما تكون.

فجاء في نفسي وقلت: الله! لو أن كل موظف قام بمثل هذا الدور والخدمة، كيف سيكون الحال! وكيف سيكون الرضاء واللهج بأعظم أنواع الدعاء لمثل هذا الموظف الإنسان!

أخذت بيده وقلت له مودعاً وأنا في غاية الشكر والامتنان: أهنئك على هذه الروح الجميلة وعلى هذا الخلق النبيل.

وأنا بدوري كإعلامي أُسلط الضوء على مثل هذه النماذج المشرفة في دوائر ومقار العمل لدينا؛ لعلها تجد التكريم الذي تستحقه، ولكي تكون أنموذجا يُحتذى به في كل قطاعاتنا الحكومية والأهلية،

هذا الموظف الإنسان هو أحمد الزهراني، في متابعة الدوام في قسم الموارد البشرية بإدارة التعليم بالعاصمة المقدسة،

ولعل أحرفي هذه تصل مع التحية إلى سعادة مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ: عبدالله بن سعد الغنام؛ ليحظى بلفتة تكريم منه؛ لتعزيز مثل هذا السلوك والتعامل الجيد بين الموظفين والعاملين في هذه الإدارة والإدارات كافة.

وإنما ذكرت هذا؛ لأن هناك من ينظر للمكانة في الوظيفة على أنها تشريف وليست تكليفا، فتجد عنده من التعالي والزهو ما يجعله دون الثقة التي أُعطيت له من قبل المسؤول، حتى وإن كانوا قلة لكنها لا تلبث حتى تحترق وتنطفي، وتكون في طي النسيان.

وكما قيل:

والضد يُظهر حسنه الضد

وبضدها تتميز الأشياء!

دمتم في تميز وود.

 

بريك العصيمي

من منسوبي مدرسة شريح القاضي الثانوية

صحيفة واكب الإلكترونية

[email protected]

0504528445

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى