المقالات

من غشنا فليس منا

بقلم: بريك العصيمي.

 

عندما يغيب الضمير، وتضعف الخشية من الله، فلا تستغرب حينها ما يحدث بعد ذلك، من بيع للقيم والأخلاق والمبادئ وبثمن بخس دراهم معدودة وللأسف الشديد .

هذا ما تراه ونراه في كل عام من الباعة والمسوقين وخصوصا في مثل هذا الموسم المبارك موسم: (شهر رمضان) وغيره من المواسم الخيّرة حيث يدفع الجشع وحب مضاعفة المال البعض إلى غش الناس في أعظم مطلوب وهو صحتهم، من خلال بيع مواد منتهية الصلاحية، أو محضرة بطرق تفتقد لأبجديات النظافة والمهنية .

فها هي الأسواق تعج بكثرة المعروضات في الشوارع والطرقات وعلى أبواب المحلات، والكثير منها لا يُعرف لها مصدر للتصنيع ولا صلاحية للاستخدام، وتجد من يتهافت عليها بالشراء لاعتقاده بصدق العارض وسلامة المعروض .

إن الذي يريد البركة في كسبه والوفرة في ماله فعليه بالكسب الحلال من خلال الصدق في التعامل وصلاحية السلعة المعروضة .

وها هو الفاروق عمر رضي الله عنه يسمع وهو يجوب طرقات المدينة امرأة تقول لابنتها امزجي اللبن بالماء _من أجل أن يكثر فيكثر البيع_ فقالت الابنة لأمها : إن أمير المؤمنين عمر قد نهى عن ذلك ، قالت الأم : وما يدري أمير المؤمنين عنا فقالت لها ابنتها: “إن كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا”، فأمر عمر غلامه أن يُعلّم الباب، وأن يسأل عن هذه الفتاة، ثم ما كان منه إلا أن زوجها لابنه عاصم، فولدت لعاصم بنتا، وولدت البنت الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه .

هل رأيتم بركة الصدق في التعامل مع الناس وتحري الكسب الحلال كيف يرفع وينفع صاحبه،

فالله الله أيها الباعة فيما تبيعون، فأرواح الناس وصحتهم أمانة لديكم .

كما أنه يجب أن يعي الناس وأن ينتبهوا إلا أن هناك من لا يرقب فيهم رحمة ولا شفقة، ولا تعنيه صحتهم ولا حياتهم، وليس له إلا هما واحدا وهو جمع المال، والمال فقط! فاحتاطوا عند شرائكم، وتأكدوا مما تشترون.

” رمضان مبارك عليكم وكل عام وأنتم بخير “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى