كلنا نحب الجمال و لكن ؟
الجمال الذي يعتبر عنصراً مهماً في حياتنا نسبي ، فما هو جميل في قناعاتنا قد لا يكون جميل عند غيرنا …لأن لا يوجد صفات أو قواعد للشيء الجميل حتى لو اتفقنا أن هناك معايير محددة لذلك .
يتعبر الجمال مسألة نسبية والحكم عليه ، يختلف من شخص لآخر ، حسب ذوقه و الرؤيا الفلسفية لديه ،فالشيء الذي آراه جميلا قد لا تراه أنت جميل
و العكس صحيح .
نحن نتفاوت حتى في اختيار الألوان ،فقد أفضل اللون الأحمر
و قد يفضّل غيري اللون الأصفر .
فعندما تنظر إلى شيء جميل
و نمعن النظر في سحره و بهائه ، تشعر كأن شحنات الجمال تتسرب إلى أعماقك الدفينة ، بل تشعر أنك جميل بجمال ما حولك ، سعيد بتفاعل الجمال مع شفافية أحساسيك المرهفة و عواطفك الدافئة .
ما أجمل “الجمال الفطري” الذي لم يتلوث ببراثن الحقد و الكره ،و “الجمال الحسي” الذي تستنشق من واحته الخضراء نسائم الذوق و الجاذبية ، فلولا الشعور بالجمال ماكان في كل شيء من حولنا من مناظر طبيعية جمال …
فشروق الشمس و غروبها … و بريق النجوم ولمعانها … و البحار و أمواجها .. و السماء وزرقتها ، لا قيمة لها في نظر فاقد الشعور بالجمال …
في النهاية هناك أشخاص يتمتعون بالجمال بشكل مبهر و لكن عند التعامل معهم نجدهم فارغين من الداخل ، فالبعض لا يملك شخصية جميلة لذلك لا تغتر بالمظهر و بالقشرة الخارجية للإنسان فالثقافة جمال ، و العلم جمال
و الذكاء، و القدرة على التواصل الفعال جمال و لا ننكر أن كلنا نحب الجمال و الجميع لديه الرغبة للوصول إلى درجات عالية من جمال الأخلاق و السلوك الراقي .
يقول الشاعر نزار قباني ؛
الروح الجميلة تظهر على الوجه
و النوايا الطيبة تطغي ، و القلوب النقية تجذب ، و الوجه الشوش مريح ، فما فائدة الشكل الجميل إذا كان يصاحبه نفس سيئة مليئة بالحقد …
تمتع بالجمال و كنت أنت الجمال كله بنفسك الطيبة و روحك الحلوة
ندى فنري
أديبة كاتبة