المقالات

( الناس لا تسمع إلا ماتريد أن تسمعه )

بقلم الكاتبة :
شقراء الصامطي

الناس منذ أن خلقهم الله وهم مختلفوا الطبائع والرغبات والميول : روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : (( الناس كمعادن الفضة والذهب ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )).
فالواجب علينا مخاطبة ومعاملة الناس على قدر عقولهم واستيعابهم وفهمهم ،
فالناس غالباً ما يتعاملون مع الشخص الظاهر أمامهم دون تمعن ودون استدراك لطبيعة شخصيته وميوله وصفاته الذاتية ، ويظلون في شوق وتلهف لكل مايهمس به الآخرون ،
والأكثر من الناس من يحكم على الشخص من خلال السلبيات الموجودة فيه متناسين ما قد رأوه منه من معاملة حسنة ، ولا يسمعون ولا يصدقون إلا ماقيل لهم عنه مهما كان دون التأكد من صحته ،
حتى وإن أحسن ،
فلا تتعب نفسك مع هؤلاء لأنهم اختاروا أن يفهموك بشكل خاطئ ،
فقط ارحل وابتعد بصمت فالأيام كافية لكي تريهم من كنت ومن تكون ،
ومن حسن تقدير الآخرين وعدم جرح مشاعرهم أن لا نؤذيهم بتصديق كل ماوصلنا عنهم بل نسعى لتصحيح ماقيل فيهم باعتبار مارأينا منهم من حُسن التعامل والخُلق ، فالدين المعاملة ،
فمن المؤكد أننا كلما اقتربنا من الشخص أكثر وأكثر فهمنا وقدرنا جميع تصرفاته وفهمنا شخصيته ،
وقد قال شكسبير : لا تأخذ بما تسمع ، خذ بما ترى ،
فالإنسان الصادق النقي من الداخل لا يسعى ولا يتعب نفسه بالتبرير وشرح وجهات نظره اتجاه كل أمر أو موقف يمر به ،
فالتبرير أحياناً قد يكون مؤذي نفسياً ،
لا تضيع عمرك في التبرير لكي يصدقك الناس ،
فإرضاء الناس غاية ٌ لا تدرك مهما فعلت ،
فالناس لا يسمعون إلا مايريدون سماعه .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى