المقالات

مقالي عن زيارة محافظة الدلم ( الجزء الأول )

د . علي إبراهيم خواجي

محافظة الدلم والشيخ بن غنيم

سعدت بزيارة محافظة الدلم خلال الفترة من ٨ – ٩ نوفمبر ٢٠٢٥ م ، الموافق ١٧ – ١٨ جمادي الاولى ١٤٤٦هج ، ضمن الزيارة الرسمية لوفد جمعية سفراء التراث بصفتي نائبا لرئيس مجلس إدارتها.

حيث كانت التجمع وانطلاقتنا من منتجع دار الزمان بالرياض الذي يملكه الشيخ عبدالملك بن عبدالعزيز الراجحي ، وقد رافقت في هذه الرحلة الدكتور محمد الغامدي والرائع ايمن الغامدي في سيارته ، فقد مررنا بحي الحائر ، حيث كان دليلنا ( العم قوقل ماب) الذي يحاول قدر الإمكان ان يختصر لك المسافة ، ولابد ان تكون حاذقا … مركزا حتى لا تجني ضريبة عدم المعرفة بالطريق ، او الابتعاد عن الموكب الرسمي للزيارة .

 

وصلنا الى محافظة الدلم بعد ساعة ونصف كان الوقت الذي استغرقناه لقطع المسافة التي تربط الرياض بالدلم ، وكان أول برامجنا هو استضافة الشيخ سعد بن عبدالله بن غنيم الحقباني أحد أعيان محافظة الدلم ووجهائها، ولن أقول اكرمهم في ظل وجود الكرم والشهامة التي يتميز بها العربي بصفة عامة ، والسعودي بصفة خاصة .

 

فهو المبادر لاستضافة الفريق في استراحته ، وتستشعر حبه وكرمه المتأصل فيه من بشاشته ووقوفه وخروجه لاستقبال ضيوفه من عند المدخل مرحبا بهم ، ومستبشرا بقدومهم .

 

عندما يتحدث في التاريخ تقول بأنك تجلس مع شخص أكاديمي في هذا التخصص ، أما عندما يتحدث عن القبائل وتسلسلها فتشعر بأنك تستمع لأحد النسابة العارفين بتاريخ علم الأنساب ، وعندما يمر الحديث في الجانب الشرعي فأنت أمام شيخ جليل تشعر بسماحة ديننا الإسلامي من تعامله.

 

ولا تجده إلا مبتسما… مرحبا بكل الحاضرين ، بالرغم أنه يشاهدنا جميعا لأول مره .

 

وبعد ذلك وقف في وسط المجلس – الذي يستقبل فيه ضيوفه كل جمعة وسبت من كل أسبوع يتم تناول المواضيع الثقافية والاجتماعية والتربوية من خلال متخصصين من أبناء المحافظة او من خارجها – مرحبا بنا وداعيا لنا الى وليمة الغداء التي كانت عبارة عن بوفيه مفتوح فيها كل ما لذ وطاب من أصناف الأكل الرسمية والشعبية ، والفواكه بأنواعها والعصائر ، ورفض الجلوس حتى تفقد كل ضيوفه وأبناء محافظته المتواجدين في هذه المناسبة في أماكنهم لا ينقصهم شيء .

 

تشعر بالفخر وأنت تقابل مثل هذه الشخصيات وبفضل من الله عز وجل وجدناهم في كل زياراتنا السابقة سواء كانت لقرية رجال بمحافظة رجال ألمع ، أو الزلفي أو المجمعة ، حيث قلت بأن أبناء المملكة العربية السعودية عرف عنهم الكرم والأخلاق العالية .

 

بعد الغداء جلسنا نتبادل أطراف الحديث في مختلف المجالات والمعارف وأكواس الشاي وصواني القهوة لا تتوقف من أمامنا ، بعد ذلك تم تكريمه بدرع من رئيس واعضاء مجلس إدارة جمعية سفراء التراث ، ثم ودعناه بعد أدائنا لصلاة الظهر والعصر في استراحته ، وودعناه ونحن تواقين برغبة وشوق للجلوس معه ، والاستفادة من حديثه الماتع ، فهنيئا للدلم بحاتمها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى