المقالات

خمسُ دقائق في مرور جازان

بقلم / محمد الرياني

دخلتُ من البوابةِ الشرقيةِ لمرور جازان من أجلِ الحصول على لوحةِ سيارةٍ واستمارة سير لها، أحملُ أوراقي لذات الغرض بيدي مرتبة ومكتملة، التفتُّ يسارًا في مدخلِ البوابةِ لأخذِ إذن الدخول من الحراسة، ابتسم لي العسكريُّ بأناقةٍ وأشار إليَّ بالدخول، خطواتٌ قليلةٌ قادتني للدخول لمدخلِ الاستقبال في الوقت بدا الهدوءُ والترتيبُ والنظامُ يحيطُ بالمكان، وجدتُ عن يساري عدةَ فتحاتٍ زجاجيةٍ خلفها أجهزة حاسبٍ وخلفها مَن يديرها ، نظرتُ إلى الشباك الأول وكان يقدم خدمةً لمراجع، أشار إليَّ بأن أذهبُ إلى الشباك المجاور ، سلمتُ عليه فرحب بي بابتسامةٍ رقيقة، سلمتُ له أوراقي وأنا أتحججُ بارتباطي بموعدٍ مهم، طلبتُ منه المغادرةَ والعودةَ بعد نصفِ ساعةٍ ريثما ينهي ملءَ بياناتِ رخصةِ السير واللوحة في جهازِ الحاسبِ الذي أمامه، ابتسمَ من جديد وقال لي : لمَ نصفُ ساعة؟ انتظر عشرَ دقائق وهي جاهزة، فرحتُ كثيرًا، جلستُ مقابلًا له على المقعدِ القريبِ خمسَ دقائق و إذ به يناديني، سلمني الاستمارةَ واللوحةَ دون تعقيدات أو معرفة سابقة وقال وهو يضحك: أقل من عشر ، سألتُ نفسي عن سرِّ هذا الإنجاز وهذه السرعة في التيسير، وببساطةٍ فإننا في هذا الوطن ماضون وبقوة في ثورة هائلة من العمل المؤسسي المحض والجودة الراقية في كل مناحي الحياة .
لقد أمضيتُ خمسَ دقائق أو عشر ومعها خطواتُ الدخولِ والخروجِ من البوابة، وخرجتُ وأنا أشكرُ القائمين على مرور منطقة جازان على جهودهم الراقيةِ المميزةِ والتي تؤكد على وجودِ قيادةٍ إداريةٍ تستحقُّ الشكرَ والثناءَ دون مبالغة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى