المقالات

(هل انتهت جائحة كورونا!!؟)

بقلم: بريك العصيمي.

لا بد أن نعترف أننا نعيش في هذه الأيام مرحلة متقلبة الأطوار، كتقلب وتحور هذا
الفايروس(كوفيد ١٩) الذي يفتر تارة، وينشط تارة أخرى.

وهذا هو حال البعض منا للأسف في هذه الحياة؛ فحينما يكون في أمن وأمان ورغد من العيش واطمئنان يعتريه الكسل ويمعن في البعد عمن لا يصح البعد عنه ولا تستقيم الحياة إلا به، إنه المولى” سبحانه”.

ونعوذ بالله أن يكون حالنا اليوم كحال المشركين فيما مضى( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون).

في الموجة الأولى لهذا الفايروس وبعد الحجر الذي فُرض على الناس، حينها كانت أعظم الأمنيات للشخص، أن يذهب إلى المسجد كي يصلي فيه، أو أن يخرج إلى الشارع كي يتنفس الهواء هناك، أو أن يزور من له حق الزيارة عليه.

اختنق الناس وقتها في بيوتهم وهم في سعة من منازلهم، وضاقت عليهم أنفسهم وهم في بحبوحة من أمرهم.

وحتى هذا اليوم بلغ عدد الوفيات في العالم بسبب هذا الفايروس أكثر من ٢ مليون إنسان.

ألم يكن ذلك كافيا لأن نستوعب الكثير من الدروس؟

ألم نشاهد عجز العالم وحقيقة ضعفه وقلة حيلته أمام فايروس لا يرى بالعين المجردة؟

ألم نعرف حينها أن النجاة كل النجاة إنما هي في الرجوع إلى الله والتمسك بفرائضه وتعظيم شعائره!!؟

بلى، عرفنا لكن للأسف سرعان ما تناسينا ذلك كله؛ فبعد أن انحسر الوباء نوعا ما، وتم رفع الحجر عن الناس، وبدأت الحياة تعود لطبيعتها شيئا فشيئا، عدنا لما كنا عليه من الغفلة والتفريط.

ونخشى بسبب غفلتنا أن نكون على موعد مع موجات أخرى من هذا الفايروس أو غيره، حينها
نتساءل مرة أخرى ونقول: ما هو المخرج من هذا؟

والإجابة هي هي، تكمن في شيء واحد: وهو أنه ليس لنا مخرج من ذلك كله سوى الله سبحانه، فعنده المخرج وبيده مفاتيح الفرج.

لذا لا بد من العودة والأوبة الدائمة، وألا نغتر بما نراه ونشاهده من غفلة البعض، سواء في وسائل التواصل الحديثة أو على شاشات التلفاز، فكل محاسب على عمله ومجزي به .

“ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين”

إننا مطالبون جميعا اليوم ببذل الأسباب الدينية والدنيوية للخروج من هذا البلاء، وأن نكون صادقين في ذلك، عاقدين العزم على الصلاح والإصلاح في مستقبل الأيام.

وألا نكون (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) ذلك هو الخسران المبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى