الألعاب الشعبية قديما في منطقة جازان أصالة و موروث

بقلم – قاسم علي النجعي
حرصت الأمم والشعوب وعلى مدى التاريخ على إيجاد متنفس لأبنائها على حسب إمكاناتها وبقدر إرثها الثقافي وذلك بغرض التسلية والترفيه والترويح عن النفس، وهذا ديدن وألعاب منطقة جازان بأكملها و قبيلة النجوع فهذه القبائل العربية العريقة التي اشتهرت بإرثها الثقافي وموروثها الشعبي الغائر في القِدم.
فتنوعت وتعددت الألعاب الشعبية القديمة في قبيلة النجوع وكانت بمثابة وسيلة الترفيه والتسلية لاسيما بعد الأعمال اليومية الشاقة، التي يقومون بها ،فغالبا ما تكون الألعاب الشعبية في فترة المساء ،الا ما يتناسب مع أعمالهم في النهار، شريطة عدم الاخلال بالأعمال الموكلة اليهم ،لذلك تجدهم يجتمعون كل مساء تحت ضوء القمر لممارسة بعض الألعاب الشعبية ،قبل أن ينصرفوا للنوم والاستعداد ليوم عمل جديد ،ومن تلك الألعاب الشعبية ما يتعلق بمهارات التفكير والقدرات العقلية، ومنها ما يتعلق بالقدرات والمهارات الفردية، ومنها ما يتعلق بالقوة و التحدي، و نسرد لكم هنا الألعاب الشعبية و الموروث من تلك الألعاب الترفيهية القديمة في قبيلة النجوع:-
اللعبة الأولى :

لعبة المصحر وهي لعبة جماعية لفئة الشباب تكون بين فريقين و أدواتها مضرب خشبي أو عصا تضرب بها الكرة والتي تتكون غالبا من صنع يدوي بسيط ومكوناتها قطع صغيرة من الأقمشة أو(الخوص) و يسمى بـ الطفي من شجرة ( الدوم ) وتلفّ هذه الأقمشة بحبال رقيقة لتصبح على شكل كرة ثم يضرب كل فريق الكرة باستخدام العصي فقط باتجاه مرمى الفريق الآخر وهي ما تشبه لعبة الهوكي .

اللعبة الثانية : لعبة الساري وهي لعبة جماعية أيضا و تكون بين فريقين من الشباب و فيها يظهر تحدي القوة بين فريقين لكل فريق قائد، فريق يسمى اللزمة (المُطَارِد) وهو المعنى بالإمساك بعناصر فريق الخطفة ( المُطَارَد) حتى اكتمال العدد من ثم يكون التبديل بين الفريقين .

اللعبة الثالثة : لعبة تسمى بالمراصعة (المصارعة ) لعبة فردية تكون بالتحدي و استخدام القوة ويكون الفائز من يلقي بالخصم أرضًا .

اللعبة الرابعة : لعبة السباحة و كانت باجتماع مجموعة من الشبان المجيدين للسباحة، لممارسة السباحة في الأودية، و الغدر، وتحت مراقبة الأكثر اتقانا للسباحة ؛لتجنب الغرق، ومن يستطيع أن يكمل المسافة المحددة للسباحة، يقال عنه (فلان أصبح يشرع) أي يجيد السباحة ،وهي بمثابة تدريب وتحدي في نفس الوقت .

اللعبة الخامسة : سباق الجري وهي لعبة فردية للشبان تعتمد على الخفة والسرعة ،وتكون مجرياتها بعدد من الشباب يقفون في خط مستقيم ،وحكم يطلق شارة الانطلاق ،وفي المقابل تحدد نقطة النهاية بعلامة واضحة ،فمن يصلها أولًا يكون الفائز ويحتفي به الجمهور المحيط بميدان السباق .

اللعبة السادسة : التحدي بالحُداء وهو تحدي يستخدمها الرعاة لمواشيهم و خاصة الأبل منها ،و ذلك بتركها حتى تبتعد ،ثم يقوم ملاكها بالحُداء أو الغناء وترديد بعض الأهازيج ،والنظر لمدى استجابتها ،وقد يستخدم البعض أيضا الناي بديلا للأهازيج .

اللعبة السابعة : لعبة المزقرة لعبة فردية للرجال ،وهي عبارة عن قطعة خشبية قصيرة بطول الشبر تقريبا، تقطع من غصن شجرة، ثم تسوى بطريقة لتصبح مدببة الأطراف ،ثم تضرب من نقطة البداية بمضرب خشبي أو عصا مقوسة من الأسفل، وفي المقابل نقطة النهاية عبارة عن خط مستقيم يبعد مسافات قد تصل لمائة متر أو أكثر فيكون الفائز هو الذي يجعل المزقرة (القطعة الخشبية الصغيرة) تتعدى خط النهاية والذي تتواجد لجنة التحكيم بمقربة منه.

اللعبة الثامنة : لعبة المدوام وهي لعبة أيضا للرجال و الشبان و تعتمد على القوة و إجادة اللعبة وتتكون من قطعة خشبية تنجر وتسوى بشكل مخروطي وأحيانا يثبت برأسها مسمار،ثم يلف حولها حبل ،وبعد ذلك يرمى على الأرض أو على أي سطح قاسٍ ليبقى يدور، والفائز من يستطيع أن يجعل المدوام يستمر في الدوران مدة أطول .

اللعبة التاسعة : لعبة شعرة بقرة وهي لعبة جماعية مشتركة يلعبها الجميع رجال أو نساء وهي عبارة عن صفين أو مجموعتين ،لكل فريق قائد يضع ما يسمى (بالكميَة) وهي ما يحتفظ به أحد أعضاء الفريق سرًا ،عبارة عن خاتم أو حجر المرو الأبيض أو أي شيء آخر ليقوم أفراد الفريق الآخر بالتخمين و البحث عن صاحب الكمية و متى ما وجدوه تنتقل الكمية للفريق الآخر .

اللعبة العاشرة : لعبة الزقطة و البعض يسميها الزقيط و هي لعبة فردية لكل الفئات سواء الرجال أم النساء، وتعتمد على الذكاء و التركيز و خفة اليد ،وتكون باستخدام سبع من الحصى الصغيرة، ثم يقوم أحد المتسابقين بطرحها أو رميها على الأرض ومن ثم يبدأ اللاعب بالاحتفاظ بأحد الحجارة و يرميه للأعلى على أن يخطف حجر آخر قبل أن يعود الحجر إلى يده، ثم يعيد التجربة برمي حجر للأعلى و يلتقط حجرين وبعدها ثلاثة وبعدها أربعة حتى تكتمل الحجارة السبعة في قبضته ليرميها مرة أخرى إلى الأعلى ويلتقطها بظاهر الكف، فإن بقي على ظهر الكف أكثر من ثلاث حجارة كان فائز .

اللعبة الحادية عشر : لعبة البوح وهي لعبة للرجال تعتمد على الدقة في التنفيذ و تكون بمجموعة من الصدف أو ما يسمى المِلّيس وهي ثمار نبات الحنظل الصغيرة، وتظم هذه الصدف أو المِلّيس مع فشق الرصاص الفارغ و يثبت على الأرض بمسافة محدودة ،ثم يؤخذ نوع واحد صغير من الصدف أو المليس مخصص للتصويب نحو الهدف باستخدام أصبع السبابة أو الوسطى وعلى قدر ما يصيب المتسابق من الفشق أو الصدف يصبح فائزًا .

اللعبة الثانية عشر : لعبة الدِسّيس وهي لعبة فردية مشتركة يلعبها الرجال أو النساء وتكون عبارة عن قيام أحدهم بإغماض عينيه فترة محددة ليختبئ الجميع حول منطقة اللعب ،ثم يفتح عينية و يبحث عنهم ،فمن يجده أولًا يحل محلة ويقوم بعمله .

اللعبة الثالثة عشر : لعبة تسمى كبّيش أعمى ،وهي لعبة جماعية مشتركة يلعبها الرجال أو النساء وتكون باختيار أحد الأفراد للابتعاد عن المجموعة وعدم النظر إليهم ويقوم البقية بالالتفاف حول بعض سواء بالوقوف أو الجلوس وتغطية أنفسهم بأي ساتر، مثل لحاف أو ما شابه، ثم يأتي الشخص المبتعد ليخمن ،فيضع يديه على رؤوسهم مع ذكر الأسماء ،وأول شخص ينجح في ذكر اسمه يحل محله ، وهكذا .

اللعبة الرابعة عشر : المدريهة وهي لعبة فردية لفئة الأطفال والمراهقين ، وتلعب لجميع الفئات رجال أو نساء وتكون عن طريق حبل غليظ يصنع من الخوص ( الطفي ) المستخرج من نبات الدوم ،ثم يربط في أحد أغصان الأشجار الكبيرة والقوية مثل الضبر أو السمر أو السدر وغيرها ،ثم يقوم الأفراد بتحريك أنفسهم والتأرجح بغرض التسلية والترفيه .

اللعبة الخامسة عشر : لعبة دودة عمياء وفي الغالب لعبة جماعية لفئة الفتيات ،وهي عبارة عن قماش يربط به على عيني أحدى الفتيات لتقوم بعد ذلك بمحاولة الإمساك بأفراد المجموعة ، بالتحسس واستخدام الأيدي، على أن يكون أفراد المجموعة في المساحة المحددة ،وعادة ما تحدد بدائرة حول المجموعة ، وكلما تم الإمساك بإحدى الفتيات تخرج خارج إطار الدائرة ،وهكذا حتى يتم الانتهاء من جميع المتسابقات .

اللعبة السادسة عشر : لعبة الكَميَة وهي لعبة في الغالب مخصصة للأطفال وتكون عبارة عن مجموعة من الأطفال ويقوم أحد الكبار سواء الأب أو الأم أو أحد الأخوة الكبار بفتل عدة حبال باستخدام الطفي (الخوص) من شجرة (الدوم) وتكون هذه الحبال على عدد الأطفال المتسابقين، ومن ثم يضع في أحد الحبال خاتم بعيد عن نظر الأطفال، ثم تجمع الحبال في نقطة التقاء في يديه ،على أن تكون الحبال من جهة الأطفال متباعدة ،فيمسك كل طفل برأس الحبل الذي يختاره، ثم يمرر الخاتم إلى الأسفل والفائز هو من احتوى حبله على الخاتم .

اللعبة السابعة عشر : لعبة حل الالغاز و هي تعتمد بشكل كبير على الذكاء والقدرات العقلية وسرعة البديهة وهي لعبة فردية مشتركة لكل الفئات نساء أو رجال وتكون عبارة عن طرح لغز يقوم المجموعة بالتفكير في حله ومن يصل للإجابة أولًا هو الفائز .

اللعبة الثامنة عشر : لعبة العَكلَة لعبة فردية مخصصة للرجال و الشبان وتعتمد على الخفة والقدرة على التحمل وتكون بوضع دائرة وحولها مجموعة من الشبان ثم يتطوع أحدهم للدخول للدائرة مستخدما رجل واحدة في الحركة ورفع الأخرى ثم يحاول أن يلمس كل متسابق خارج الدائرة على أن لا يبتعد من كان خارج الدائرة عن خط التماس أكثر من خطوة واحدة، ومن يلمسه منهم بيده و رجله يدخل الدائرة ليقوم بنفس العملية .

كاتب المقال



