المقالات

محمد بن ناصر … الأمير الإنسان

الدكتور / علي إبراهيم خواجي

كتبت هذه المقالة قبل ست أو سبع سنوات ، لما أكنه لهذه الشخصية من محبة في القلب أسر بها قلوب جميع أبناء المنطقة ، كبارها وصغارها ، رجالها ونسائها ، كهولهم وعجائزهم ، لما لا ، وهو محمد الإنسان .

أعيد حروفها اليوم بعد مغادرته المنطقة بعد أربعا وعشرين عاما قدم خلالها كل ما يتمنى أن يراه كل أبناء المنطقة لمعشوقتهم الفاتنة ( جازان )

غادرها بعد أن أدى الأمانة ، وصدق العهد ، وانجز الوعد .

24 عاما توضح للزائر لمنطقة جازان حجم التغيير الذي شهدته المنطقة ، والتنمية التي وصلت لكافة محافظاتها ومراكزها ، مدنها وقراها .

24 عاما تؤكد حجم الإنجازات التي تحققت من خلال المدينة الاقتصادية ، والجامعة العملاقة ، والمطار الذي يتم تشييده على أحدث المواصفات .

24 عاما تؤكد بأن جازان أصبحت وجهة سياحية من خلال جبالها وأوديتها وجزرها ، ووجهة استثمارية من خلال بنها وعسلها ومانجتها وفلها ونباتاتها العطرية .

24 عاما جعلت الزائر لمنطقة جازان من كافة مناطق المملكة غير مصدق بأن هذه جازان التي كانت قبل عقدين من الزمن لاشيء يذكر فيها ، بل كانت الهجرة منها بالآلاف من أبنائها بحثا عن الدراسة الجامعية والوظيفة التي تكفل لهم حياة كريمة .

24 عاما كانت كفيلة بأن المنطقة أصبحت واجهة سياحية ليست لأبناء المملكة فقط ، بل للقادمين من خارجها للاستمتاع بجمال منطقة جازان التي مسح سموه الكريم عن مكنوناتها فأخرجها لؤلؤة تبهر كل الأعين ، وتعجب بما تشاهده من جمال الطبيعة وسحرها .

 

( عندما نتحدث عن التنمية في منطقة جازان ، فيظهر جليا أمام أعيننا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله – فهو عراب التنمية في منطقة جازان وفارسها ، عقدين من الزمن تشهد له كل ومحافظاتها ال ١٦ ( صبيا – ابو عريش – صامطة – احد المسارحة – الحرث – العارضة – الطوال – ضمد – بيش – الدرب – العيدابي – فيفا – الداير – هروب – الريث – فرسان ) بالإضافة إلى مدينة جيزان ، ومراكزها ، وقراها ، كلها تشهد بملامسته آهاتها ، وتضميد جراحاتها، والوصول إلى أعلى قممها ، التقى بمشايخ كل القبايل واستمع لهم ، وبين لهم بأن القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين يتلمسون احتياجاتكم، ويسهرون من أجل تلبية متطلباتكم .

حضر بعد مرض ” حمى الوادي المتصدع ” عام ١٤٢١ ، فكان البلسم الشافي لكل أوجاع المنطقة ، خلفا ل ( ابن خاله ) الأمير محمد بن تركي السديري . عمله العسكري المتسم بالشده والصرامة ، أعطاه طابع الانضباطية والصدق في القول والعمل ، ولكن من داخله يحمل قلبا أصفى من الشهد ، جربناه كإعلاميين ، عندما نتحدث عن بعض السلبيات في عدد من الإدارات الحكومية يسارع الواشون بالقول بأن هؤلاء لا يذكرون إلا سلبيات المنطقة ، وتناسوا هؤلاء بأن الإعلاميين هم عيون الأمير التي يرى من خلالهم قصور أداء بعضا من رؤساء الإدارات الحكومية . استفاد من خبرته العسكرية في التعامل مع الأحداث التي حدثت خلال حرب الحوثيين الأولى ، ونصرة السعودية للحكومة الشرعية اليمنية من خلال حكومة الحزم بقيادة سلمان العزم

. كانت للزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله – في ١٤٢٧ ، الأثر الكبير في تغيير ملامح المنطقة ، وكان ـبا تركي يبني خططه ، ويجهز البنية التحتية ، واستطاع تسويق المنطقة من خلال المنتديات الاستثمارية التي تم تنفيذها في داخل المنطقة وخارجها ، فنشاهد الآن مصفاة جازان ، والمدينة الاقتصادية ، والمدينة الصناعية ، وسلسلة المطاعم العالمية ، والمولات المميزة ، والإبداع في مدينة جازان من خلال كورنيشها الشمالي والجنوبي ، وكافة المحافظات لا تقل جمالا عن المدينة من الشقيق شمالا إلى الطوال جنوبا . جعل من جزيرة فرسان فاتنة الجنوب ، واهتم بمهرجانها ” الحريد ” حتى جعله علامة فارقة بين مهرجانات المملكة بشكل عام ، والمنطقة بشكل خاص ، حتى أصبح كل أبناء المملكة يتسابقون من أجل الحضور إلى فرسان للاستمتاع بجمالها وطبيعتها البكر .

اهتم بالمناطق الجبلية فجعل لهما مهرجان ” البن – والعسل ” ، واهتم بالزراعة فجعل لها مهرجان ” المانجو – والفل ” ، وجعل منطقة جازان وجهة لكل أبناء المنطقة الجنوبية من خلال ” المهرجان الشتوي ” . فتح قلبه لكافة أبناء المنطقة قبل مجلسه ” الثلوثية ” يستمع لهم وينصت ، يقدر مشايخ القبايل ويشاورهم ، يداعب الأطفال ويمازحهم ، لا تفارق الابتسامة محياه .

آخر حرف :

الأمير الإنسان محمد بن ناصر ، عشق جازان ، فبادله كل أبناء المنطقة حبا يضاهي حبه ، وعشقا يتجاوز عشقه ، كيف لا ؟ وهو محمد الإنسان .)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى