إدارة الوقت عند الأطفال

ما تعريف الوقت ؟
الوقت هو المدة الزمنية، التي نستغرقها في أداء مهام معينة ، و يقاس بالساعة و الدقيقة ،و الثانية ، و الأعشار من الثانية ، و قد يعرف الطفل معنى الساعة ومعنى الدقيقة، ولكن الذي لا يعرفه الطفل هو قيمة الوقت وأهميته في حياتنا .
الوقت إذا ذهب لا يمكن أن يرجع و الوقت يمضي سريعا و استغلال الوقت يزيد من قيمته ، كما أنه لا يمكن تغيير الوقت أو تحويله.
و تعتبر إدارة و تنظيم الوقت بالنسبة للأطفال ، مسألة صعبة ، حتى أنها قد تبدو مستحيلة ،و لكي تصبح عادة عند طفلك ابدأ في تعويده عليها منذ صغره.
و الأن مع عودة الأطفال للمدارس ، علينا أن نعلم الطفل إدارة وقته .
إدارة الوقت للأطفال من الأشياء الهامة للأبناء والآباء أيضا ، وتنظيم وقت الأطفال في المنزل قد يضطر الآباء للقيام بها بدلًا من أبنائهم .
لماذا الوقت مهم في حياتنا؟
يساعد الوقت على تحسين القدرات الشخصية للإنسان، في حال استغله بشكل جيد عن طريق البحث عن المعرفة والعلوم النافعة التي تساعده على تحسين حياته.
يساعد الوقت على تحسين العلاقات والروابط بين البشر بشكل عام والعائلة والأقارب بشكل خاص مما ينعكس على نفسية الإنسان ، وراحته، واستقراره.
كيف نعلم الطفل إدارة الوقت ؟
ضع جدولًا لكل أفراد العائلة حتى يتحمس الطفل للفكرة, ويعرف أنها مفيدة للجميع،الكبار والصغار .
كما علينا دمج أوقات اللعب والراحة والأنشطة الممتعة في جدول الطفل، ولا نخصص الجداول للمذاكرة وعمل الواجبات فقط.
امنح طفلك مكافأة جميلة عندما يلتزم بجدوله وينفذ كل ما فيه من مهام .
اصنع ساعة حائط يدويا :
حيث يشارك أحد الأبوين الأبناء بصناعة نموذج بسيط لساعة حائط، باستخدام ورق الكرتون وأقلام التلوين، حتى يتمكن الأطفال من معرفة أن اليوم يتكون من أربع وعشرين ساعة، والساعة تحتوي على ستين دقيقة، والدقيقة تتكون من ستين ثانية.
صمم قائمة للوقت
و لونها :
يُعد التلوين من أمتع الألعاب لدى الأطفال، ولذا ينبغي أن ندمج بين إدارة الوقت للأطفال وبين ألعابهم .
سنطلب من الطفل أن يصمم قائمة لوقته، مُقسمة إلى شهور وأسابيع وأيام، ويلونها ويضع بعض الملصقات على الأيام الهامة مثل أعياد الميلاد وأول يوم دراسي.
وأيضا يظلل الطفل أوقات يومه بألوان معينة، مثل أداء الواجب المدرسي باللون الأحمر، ووقت اللعب باللون الأخضر، وهكذا.
اعمل مسابقات بين الأطفال :
لأداء المهام البسيطة في أسرع وقت ، يؤدي الأطفال بعض المهام البسيطة في أثناء يومهم، مثل: ترتيب غرفهم، وتجهيز حقائبهم المدرسية، و تنظيف أسنانهم.
وقد يتذمر الأطفال من أداء تلك المهام ويسعون للتنصل منها، فماذا إذا أضفنا بعض المتعة على تلك المهام؟
نستطيع ذلك عن طريق إقامة مسابقة تنافسية بين الأبناء، هدفها إتمام مهامهم البسيطة داخل المنزل على أكمل وجه وفي أسرع وقت، وينبغي تشجيعهم بالمكافآت وبزيادة أوقات اللعب.
وكلما كان الأمر ممتعا، زاد استيعابهم لأهمية الوقت وكيفية إدارته.
عموما إدارة الوقت للأطفال يساعدهم على إتمام مهامهم وأنشطتهم في الوقت المحدد، وتدبر أمورهم في هذا الوقت،
كما أن الطفل يتفوق ويكون مميزًا بين أقرانه، عندما ينظم مواعيد دروسه، ومواعيد أدائه للفروض المدرسية، والقيام بها على أكمل وجه.
إدارة الوقت تجعل الأطفال،ملتزمين بالخطة والجدول الزمني الذي يضعونه لأنفسهم لإتمام شيء معين، وهذا يغرس فيهم قيمة الالتزام بالوقت.
تنظيم الوقت يجعل من الطفل فردا” منظما في كل أمور حياته مستقبلًا.
إدارة الوقت للأطفال يساعدهم على تحديد أولوياتهم في الحياة، وترتيبها على حسب أهميتها، وحسب الوقت المناسب لها.
يخلق تنظيم الوقت من الطفل رجلًا مسؤولًا في المستقبل، قادرًا على التغلب على مشكلة ضيق الوقت مهما كانت مسؤولياته.
ولذا، ينبغي أن نعلمهم تقسيم أوقاتهم بطريقة صحيحة، ونشجعهم على تخطيط يومهم بالكامل، والاستفادة من كل ثانية فيه.
فعلى سبيل المثال، من السابعة إلى الثامنة صباحًا عليه أن:
ينهض من فراشه ويرتبه.
يرتدي زيه المدرسي.
يتناول فطوره.
وبالمثل في كل ساعة من يومه، يضع خطة شاملة لكل ساعات يومه، وما الذي يتوجب عليه إنجازه في هذا اليوم؟
وكيف يستفيد من يومه استفادة كاملة؟
في النهاية كن قدوة لأطفالك في إدارة الوقت الذي هو من القيم التي ينبغي للوالدين غرسها في أبنائهم، فكيف إذا كان الآباء لا يعلمون كيف يديرون وقتهم، ولا يلتزمون بمواعيدهم؟
ليس من المنطق أو من الصائب أن تغرس في طفلك قيمة مثل إدارة الوقت، وأنت لا تفعل هذا، فلن يبالي الطفل بما تقوله أو تفعله لإقناعه بأهمية إدارة وقته أو تنظيم مواعيده.
ينبغي لك أن تكون قدوة لأبنائك، ليس فقط في إدارة الوقت، وإنما في كل شيء في حياتنا، فأنت مرآة لابنك، أفعالك تنعكس على أفعاله.
يجب عليك أن تتقن إدارة الوقت وتلتزم بالمخطط اليومي الذي تضعه لنفسك، وتلتزم بمواعيدك العائلية معهم، وتذهب إلى العمل في الميعاد المحدد لك.
وأيضًا تتحدث معهم عن أهمية الوقت، وتحثهم على الالتزام بمواعيدهم وعدم التأخر في أي موعد، وألا يكونوا جزءًا من الخطة الزمنية لأحدهم، وإنما يكون لهم خطتهم الخاصة بهم.
إن عبارات مثل “لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد” أو “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” ليست مجرد عبارات مكتوبة في نهاية الكتب المدرسية لأطفالنا، إنما هي قيم يجب عليهم أن يتشبثوا بها، ويحسنون إدارة وقتهم، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا أولًا ونكون خير قدوة .
و أخيراً الوقت هو الحياة، وهو المتحكم الرئيسي في مسار حياة الإنسان، لذلك فإن الإنسان الذي يستغل وقته، ويسرع في القيام بالأعمال الصالحة يكون ناجحاً وسعيداً في الدنيا والآخرة ،ومن قام بإهدار وتضييع وقته سيصاب بخيبة أمل،لذلك يجب على الإنسان أن يعرف كيف يقضي وقته ويستغله، ويحافظ عليه ولا يضيّعه ولا يهمله
ندى فنري
أديبة / صحفية