المقالات

زفة عروس

بقلم – علي عادي طميحي

بالأمس شاهدت صبيه يلعبون كانوا على الطريق يمشون ويتراقصون والملفت للنظر هنا

ثيابهم البيضاء التي قد تحولت إلى لوحات متنقله…

في معرض للخطوط والتواقيع فيه من التشوه البصري ما فيه

وقبل ذلك كان قد استرعى انتباهي تلك السيارات التي انتشرت في الشوارع وقد توشحت بالزينة والعبارات الرنانة

بين اجمل خريجة واحلى خريجة وزفه من المدرسة للبيت امام الله وخلقه زفه ولا حتى زفه عروس….

ابتكارات او تصرفات ما انزل الله بها من سلطان لم تلتزم بحد ولا مد ولا عد تلك الموجه شملت الابتدائية مرورا بالمتوسطة وحتى الثانوية والجامعية بل وحتى رياض الأطفال

يقال انها احتفالات ولكن اقل ما يمكن ان يقال عنها انها تجاوزت الحد حقا(اوفر) نحن هنا لا نصادر ولا نقوض حقوق الاخرين في الفرح واهميه ذلك ولكن لكل شيء حدود منها ما يقبل ويعقل ومنها ما يخالف العقل والمنطق وحنى يخدش في الدين

ايها الكرام

ان بعض الأفعال او التصرفات وبسبب اعتياد الممارسة وإدمان المداومة أصبحت واقعا بل وفرضا في أحيان أخرى مع الوقت تختفي ضدها كل نبرات الاستهجان والاستنكار وحتى المقاومة لتصبح امرا معتادا لا ينكره او يستهجنه احد ولعلكم هنا تلاحظون ذلك

فمن العام قبل الماضي وحتى الماضي وهذا العام كيف نمت وتطورت تلك الظاهرة

انها تنمو وتكبر امام اعيننا عاما بعد عام ولم يحرك امامها اي احد او جهه ساكن

يا قوم…

اليس فينا رجل رشيد؟!

الا تشاهدون كيف ان كثير من الأفعال و التصرفات السلبية في المجتمع تنمو وتكبر ومع مرور الأيام والسنين

يتحول الكثير منها الى امر معتاد وشيء طبيعي تماما مثل ما يحدث اليوم في احتفالات التخرج او نهايه العام الدراسي هكذا امام أعيننا نرى ونشاهد ولا نحرك ساكن بين التزام للصمت وادمان لأضعف الايمان…

مثل ذلك تماما يتكرر اليوم

بذلك النمط و تلك الوضعية وتتجسد أمام أعيننا مجددا

تحت بند احتفالات نهاية العام الدراسي

تلك الاحتفالات التي باتت تأخذ منحنى يطغى عليه الجانب السلبي

انها تستمر رغم ما بحصل فيها من تدني وانحدار في مستوى الأداء وحتى الاخلاق

مثلها مثل كثير من الأشياء والتصرفات التي كنا نحسبها بسيطة او هينه فأستصغر ناها ومع مرور الوقت نمت و تأصلت حتى صارت امراً معتادا مثلها مثل كثير من السخافات والتفاهات التي لقيت اهتماما ورواجًا حتى تصدرت مساحات التفكير ودور العرض واليوم اخذت موقعا وحيزا للأسف في عالمنا او حياتنا

وهكذا ما كان مستهجنًا صار عاديًا ومواكبًا للعصر وما كنا نراه تهورًا صار تطورًا حتى المعيب صار موضةً أو موديل

الرؤوس تحولت إلى معارض لتلك القصات العجيبة والموديلات المخزية التي تخدش الحياء صارت واقعا تحت بند الصرخة والموضة والتطور..

حركات ورقصات وقصات مخجلة ومعيبه لا تمت للحياء ولا تنصف الوقار

لقد تحول اللباس الساتر إلى مجرد قطعة قماش على الجسم كلها او جلها تقريبا ليست من دواعي العفة ولا تقع على تلك الضفة

للأسف ين معيب ومؤسف بتنا نشاهد الكثير من التصرفات التي تأخذ لها مكانا ولا نعيرها ادنى اهتمام حتى حتى وصلنا الى ما نعيشه من تبلد ولا مبالاة اليوم وندفع ثمنه حاضرًا وسيكون الثمن باهظًا في المستقبل

بين كم هائل من السكوت واستمرار في الممارسة والمقارفة اعتدنا وتعودنا فاختفى أمامها.كل أنواع الرفض والمقاومه

هذه هي الحقيقة التي يجب علينا الاعتراف بها رغم مرارتها وان كنا مع الأسف لم نعد نملك القدرة على التغير

لقد سلمنا بسهولة تحت بنود وذرائع واهية، وتحت تأثير ما يسمى بالسوشيل ميديا والتطور ومواكبة العصر والموضة

حتى وصلنا إلى وضع انقلبت فيه الموازين

لقد تهنا بين مهم واهم وبقينا نلهث خلف مقومات الحياة من اساسيات او كماليات واغفلنا او تغافلنا عن ذلك

ومهما جعلنا من التقدم والتطور حاضرًا كمتهم رئيسي في هذه القضية

ومهما قدمنا من مبررات الدفاع الواهية بحجة مواكبة العصر والموضة وصرخات وصرعات السوشيل ميديا!

لن نظفر بحكم البراءة حتى وان قيدت هذه القضية ضد مجهول ستبقى أصابع الاتهام موجهه الينا لذلك لا اجد مناصا من اطلاق النداء الأخير على متن هذه الرحله لنقول:

نرجو إعادة ربط الأحزمة والثبات في مقاعدكم…

لقد بتنا على مقربة من الهبوط..

فاستعدوا وخذوا حذركم

 

بقلم

علي عادي طميحي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسنت استاذ علي مقال رائع نقل عادة دخيلة علينا ومبالغ فيها لدرجة كبيرة
    ملاحظة بسيطة بدل كلمة ملفت هي لافت
    تحياتي لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى