الفن والمواهب

معرض “أزل” في حوار زمني بين التراث والحداثة

واكب ـ مرعي قاسم _الرياض

يحتضن جاليري مرسمي في الرياض المعرض الجماعي “أزل”، والذي انطلق من 5 ويستمر إلى 15 فبراير، جامعًا نخبة من الفنانين السعوديين الذين أسهموا في تشكيل المشهد الفني المحلي والعالمي، وهم:

✨ فاطمة النمر

✨ عبد الله المرزوق

✨ علي الصفار

✨ د. سلطان الزياد

✨ زمان جاسم

✨ عبد الله إدريس

 

عن “أزل”: الفن بوصفه امتدادًا للزمن

 

يستكشف معرض “أزل” العلاقة بين الماضي والحاضر، حيث يتجلى الزمن كحالة متواصلة تتجسد في الأعمال الفنية، لا بوصفه خطًا مستقيمًا، بل كدوامة من الصور والمفاهيم التي تتكرر وتتطور عبر العصور. يتفاعل الفنانون المشاركون مع هذه الفكرة، مستخدمين وسائط متعددة، تتراوح بين الرسم، وسائط ، التركيب الفني، والفيديو آرت، ليقدموا أعمالًا تحاور الموروث البصري وتعيد تشكيله ضمن أفق معاصر.

 

فنانون رواد وتجارب فلسفية

 

فاطمة النمر تستلهم من التراث السعودي والخط العربي، مستكشفةً الأنوثة والهوية في أعمال تتأرجح بين الحلم والواقع. عبر لمساتها التعبيرية الدقيقة، تطرح تساؤلات عن دور المرأة في التاريخ، وكيف يعيد الفن تشكيل السرديات المجتمعية.

عبد الله المرزوق ينشغل في أعماله بالتجريد الهندسي، مستندًا إلى التراث البصري المحلي في إعادة تركيب عناصره، ليخلق فضاءات تتجاوز البعد الزمني، فتبدو كأنها آثار بصرية لكائنات غابت أو لم تأتِ بعد.

علي الصفار يترجم في أعماله تجريديه الهندسيه تجليات هندسيه وزخارف من مجتمع السعودي إلى تكوينات بصرية، حيث يصبح اللون أداة للتأمل، والخط امتدادًا للحركة الداخلية للنفس. في أعماله، يتحول الزمن إلى تجربة حسية، تُماثل الانجراف البطيء للأفكار في العقل الباطن.

د. سلطان الزياد يعتمد على التعبير اللوني المستوحى من البيئة السعودية، حيث تمثل لوحاته حالة من التفاعل الحسي مع المكان. فهو لا يرسم المنظر الطبيعي بوصفه كيانًا ثابتًا، بل يستحضر ألوانه وطبقاته الديناميكية، ليكشف عن العلاقة المتداخلة بين الأرض والذاكرة البصرية. أعماله تعكس جدلية الثبات والتحول، حيث يصبح المشهد الطبيعي امتدادًا للحالة الشعورية والبعد الروحي.

زمان جاسم يعيد قراءة الزمن من خلال منحوتات فيبر جلاس وسائط متعدده ، حيث تتراكب طبقاته الفنية كما تتراكم الذكريات في الذاكرة الجمعية. زخارف وخطوط العربيه كل لوحة لديه أشبه بنص غير مكتمل، للحب يتيح للمشاهد إسقاط تجربته الخاصة عليها، فتتجدد المعاني مع كل نظرة.

 

عبد الله إدريس يوظف اللون والملمس لاستحضار تفاصيل رموز وتحويلها إلى مشاهد تعبيرية، حيث يبدو الزمن وكأنه يتجسد في نبضات اللون وخشونة السطح، وكأن العمل الفني يتنفس مع الزمن ويتفاعل معه في دورة لا نهائية من التكوين والتحلل.

 

“أزل”… تجربة فلسفية بصرية

 

في فضاء معرض “أزل”, لا يعود الزمن مجرد مفهوم مجرّد، بل يصبح كيانًا محسوسًا يتجسد في اللون، الشكل، والملمس. الأعمال المعروضة ليست فقط استدعاءً للماضي، بل هي محاولة لفهم كيف يتجلى الزمن في الحاضر، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيطًا بين الأجيال، جامعًا بين ما كان وما سيكون.

 

المعرض فرصة لاستكشاف كيف استعادة الفن السعودي تشكيل هويته البصرية، وكيف يحاور فنانوه الزمن في سعيهم لإيجاد لحظة أزلية تتجاوز حدود الواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى