السياسية

قراءة فى كتاب الجنرال يتحدث الكاتب الصحفى ناصر الدعيسى

واكب – ريم العبدلي-ليبيا

 

كتاب يحمل الكثير من المعلومات يقدمها وزير الدفاع السابق محمد البرغثي ويسردها لنا الكاتب الصحفى الليبي ناصر الدعيسى تحدث عن تقديمه استقالته من وزارة الدفاع فى حكومة السيد على زيدان عام 2013 وقت الاحتقانات السياسية بعد 42 عام ذهب فيه الليبيون لصناديق الإنتخابات بعد فترة طويلة لم تعرف فيها ليبيا هذه المرحلة والتى أعتبرت بادرة إيجابية جداً وتتويج مستقبل التدوال السلمي ، تحدث عن فترة المجلس الانتقالى والمؤتمر الوطنى والبرلمان ، برغم من تلك المراحل إلا أن هناك ضعف فى الأداء السياسي بسبب محاولة الأطراف السياسية السيطرة على البلاد وخاصة من خلال السفارات وشركات الإستثمار الخارجى ، المصرف ليبيا المركزى ، مؤسسة النفط .

تلك المراحل المتنقلة ووصول إلى البرلمان المنتخب شق البلاد إلى مجلسين وحكومتين مما جعل البلاد تدخل فى منعطف صعب واستثنائي بعد ظهور إنقلاب مجموعة فجر ليبيا المسلحة على الشرعية كما تحدث عن الصراع الذى حدث بين زيدان والمقريف ووقوع الجنرال البرغثي وزيرآ للدفاع وسط تلك الدوامة السياسية وفى ظل التخليط للأوراق السياسية حيث تم اختياره من بين مجموعة من الضباط الذى كان لهم علاقة بالقوى السياسية داخل المؤتمر الوطنى ،

ويوصل المؤلف حديثه استقالة الجنرال بدء بسبب أوجاعه من ماينشر عن تلك الحقبة وكشف العديد من الملابسات التى وقعت زمن تواجده وزيراً للدفاع ، بدء الجنرال يكشف عن أوراق مهمة ذات خصوصية حيث قام المؤلف بزيارته وتحدثا عن تلك الكتاب الذى بين يدي الآن ونتعرف من خلاله معكم على مانشر من معلومات وأسرار وحقائق كانت غائبة عنا جميعاً ، وأسباب استقالته

ابتداء المؤلف الحديث معه عن تخرجه من الكلية العسكرية خلال عام 1960 فى وقت التى كانت ليبيا تضع لبنات جيش وطنى فى عهد الملك ادربس السنوسي الذى أسس جيش التحرير فى عام 1940 ، كما تحدث عن تغيير طبيعة العمل العسكري من ضباط مشاة إلى ضبط بالسلاح الجوى ، وعن بدايتهم فى السلاح الجوى الذى تأسس عام 1962 وسرد الجنرال للمؤلف عن كيفية أختياره مع زملائه للإنتساب للدراسة فى أكاديمية الطيران الأمريكية ، وعن اشكاليات فنية وعسكرية بالسلاح الجوي وأسبابه وكيفية تحصلهم على دراسات متقدمة فى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية بعد تحصل السلاح الجوى على طائرات الميراح الفرنسية وطائرات الميج بأنواعها الروسية و استمر الجنرال فى الحديث مع المؤلف الذى سرد لنا من خلال كتاب الجنرال يتحدث عن كفاءات فى السلاح الجوي التى لم تأخذ مكانتها فى قيادة السلاح الجوي ، وتوجه المؤلف بالعديد من الأسئلة للجنرال عن أقدم الضباط وعن النظرية السادة فى السلاح الجوي ليوضح الجنرال بأن السلاح الجوي من يقوده لابد من أن يكون متحصل على دورات متقدمة فى مجال الطيران العسكري كقيادة سرب أو لواء جوي ، وتتطرق المؤلف عن تواجد الجنرال فى باكستان لمدة أربع سنوات كملحق عسكرى لدراسة الأركان وعن كيفية هذه المهمات ويسر الجنرال عن تواجده باكستان من خلال ترشيحه لدورة قيادة الأركان فى روسيا وعن اعتذره لحمله لقب ضباط أركان حرب يواصل المؤلف توجيه أسئلته للجنرال عن ماربطته بهم علاقة صداقة فى باكستان أثناء حكم الرئيس ذو الفقار ويسرد الجنرال واقع تلك الصداقة وعن خلافاته أيضاً معه ، وعن عملية إعدامه وما كان لها من تداعيات كبيرة على دولة باكستان والعالم الإسلامي.

ويوصل المؤلف حديثه من خلال حواره مع الجنرال عن الجيش الليبي خلال محطاته التاريخية وما مر به البرغثى خلال تلك المحطات ليتوقف معه بسؤال مهم هو لماذا خرجت من الجيش قبل سن التقاعد كانت إجابته سنة التقاعد حينما خرجت كانت رتبتي العسكرية عقيد ركن طيار والإستقالة بعد ترقية بعض ضباط تنظيم الأحرار رتبة عميد خلال عام 1994م وهم الأحداث في الرتبة بالنسبة لى آنذاك فاخترت الاستقالة احتراماً للإنضباضية العسكرية داخل الجيش

كما تم مواصلة الحديث عن السلاح الجوي فى ليبيا بإستثناء صفقة الميراج مع فرنسا الذى لم يحظ بأي عملية تطوير وعن القدافى ومدى جديته فى بناء مؤسسة عسكرية وعن دمج الدفاع الجوى فى السلاح الجوى تحت إمرة العقيد الريفى الشريف وعن قاعدة البمبة وفريق الطيارين الكوريين وعن مهامهم بعد أحداث حرب 1977م مع مصر و استلام صفقة طائرات الميج ،

هذا ودار حوار المؤلف والجنرال حول مخاوف القدافى من السلاح الجوي وعن معاصرته المحاولات الإنقلابية داخل الجيش سوء من خلال موسي أحمد وفزان ، محاولة المحيشي ومحاولة 1933 التى سميت محاولة ورفلة، كل تلك المحاولات من أجل إسقاط نظام القدافي وصولاً بإغتيال اللواء عبدالفتاح يونس رئيس أركان الجيش والتى شملت قوائم

المتهمين المطلوبين للمدعي العسكري العام موضحاً الإجراءات العسكرية الخاطئة أثناء استدعاء رئيس الأركان وأمر القبض عليه ، وعن امتناع العديد من أعضاء النياية العامة المكلفين بالقضية خوفاً على حياتهم ،

وتتطرق المؤلف حول ترشيح الجنرال وزيراً للدفاع من قبل ضباط لهذا المنصب ، وعن ماحدث بين الجنرال ورئيس الحكومة على وضع الجيش خلال عام 2011 فى 17 فبراير وإعادة ماتبقي من الجيش الى ثكناتة حتى يتمكن من ترتيب الأوضاع عسكرية وفنية بكافة صنوف ووحدات الجيش ، وعن كيفية انخراط الشباب إلى الجيش للدفاع عن الوطن وحل كافة الميليشيات والتشكيلات المسلحة التى لم تخضع الجيش الليبي ، وطلب الجنرال أيضاً من الحكومة فتح الكليات العسكرية وتعديل رواتب الجيش على ان يكون دخولهم رسمياً إلى المؤسسة العسكرية كأفراد وليس جماعات،

كما تحدث عن مقترح بعتة الأمم المتحدة فى ليبيا فيما يخص الورقة البيضاء “6” القوات المسلحة الليبية بمشاركة مجموعة من الضباط الليبين أصحاب الخبرة فى المجال العسكري ، وعن الوقت المستشغرق وعن تهميشه من المؤتمر الوطني ، ويستمر الحوار بين المؤلف والجنرال والحديث حول حكومة السيد على زيدان وعن حقائب تلك الحكومة المتكونه من 33 حقيبة وعلاقتة مع هؤلاء الوزراء بحكومة على زيدان وعن علاقتة المميزة بالدكتور عاشور شوايل وزير الداخلية والمستشار صلاح المرغنى وزير العدل ، ووزير المالية الدكتور الكيلاني الجازوي ووزير الصحة الدكتور نورالدين دغمان ، وزير الزراعة السيد احمد العرفى ،وزير العمل السيد أحمد سوالم ، عند تقديم استقالته نوهه على هؤلاء الرجال المخلصين لوطنهم ،كما تتطرق إلى إصدار تعليمات لرئاسة الأركان بخصوص منح كل وزير مسدس كعهدة لحماية نفسة من أية أخطار بسبب ضعف المؤسسة الأمنية فى العاصمة طرابلس،

و تحدث عن الاقتحام الذى حدث العديد من الوزرات وكيفية حماية تلك الوزرات من خلال إصداره تعليمات بذلك حتى لايتكرر موضوع اقتحام من جديد ، إلى جانب تعيين الوكلاء دون استشارة من الجنرال هو اثنان من قادة الميلشيات فاحتج الجنرال على ذلك ، وعندما لم يستجاب لهدا الإحتجاح قرر الجنرال سحب بعض صلاحياتهم بقرار ،

وفى كتاب جنرال يتحدث تطرق المؤلف من خلال حواره حول الملحق العسكري الأمريكي وعن خالد الشريف وعن محاربة الوكيل السابق والحالى فى حكومة عبدالرحيم الكيب فى أفغانستان مع أسامة بن لادن ، وكيف تم زراعتهم داخل وزارة الدفاع الحصول على المعلومات

ولم يتوقع المؤلف والجنرال على هذا الحدد بل يستمر عرض الحقائق عن ذلك الوقت الكل يجهلها والمتعلقة أيضاً بإطلاق النار على موكب سيارة الجنرال فى طبرق وعن رعاية الله لهم من قبل الكتائب التابعة لحرس الحدود والتى كانت تابعة للصديق الغيثي وكيل الوزارة السابق ، ويسرد الجنرال للمؤلف عن استلمه وزارة الدفاع بعد أسامة جويلى من خلال الملفات الإدارية وكشوفات بأرقام الحسابات والأرصدة فى المصارف وميزانية الطوارئ وقائمة بأسماء الواحدت والإدارات التابعة لها ، وعن كيفية إغراق الوزارة من قبل أسامة جويلى ، وكذلك عن وضع الجيش وصعود وهبوط والتدنى واختلط ماتبقى من واحدات الجيش أثناء فترة الوزير السابق عمر الحريرى ، وإلى جانب التطرق إلى فترة فوزى بوكتف الذى كان جزء من الخطة للإستحواذ على السلاح والعتاد العسكري وتهميش الجيش ، وعن معركة بودزيرا مع دروع أسامة بن حميد الذى عرف” بالسبت الأسود “وكيفية التحشيد لهذا اليوم وعدد الضحايا الذين وقعو ضحية حوالى 42 ضحية نتيجة رصاص جماعة بن حميد و75 جريح ،وعن دور اللواء يوسف المنقوش رئيس الأركان فى هذه المعركة وعن قيادة شباب جميع مناطق بنغازى ومن كافة القبائل للمطاهرات ، وكما يحمل الكتاب مايتعلق بالدروع والتى تم دعمها من قبل حكومة على زيدان 900مليون ،وكيف تم تحويل تلك المبالغ الكبيرة لميلشيات الدروع فى بنغازى تمويلهم للحرب ضد الجيش فى بنغازى وضد عملية الكرامة التى قادها المشير خليفة حفتر والعديد من الضباط والجنود، كما حاوره المؤلف حول حقيقية مانشرته مجلة النيوزويك الأمريكية عن مقابلته مع قائد قوات الافريكوم وعن حقيقة هذا اللقاء وعن عملية الحريق التى نشبت فى غابات الجبل الأخضر، ودمج العديد من العناصر غير العسكرية التى قاتلت فى انتفاضة فبراير 2011 وعن حقيقة توقيع عقود لصفقات سلاح اللواء يوسف المنقوش مع تركيا وتسليم جزء منها لكتائب الدروع والميلشيات ، و أيضاً حقائق ماقاله رئيس حكومة الثني فى لقاء بقناة روح الوطن بأن من أفسد الجيش هما الجويلي وزير الدفاع والمنقوش رئيس الأركان عند تسليم الدروع 800 مليون ، وعن علاقة اللواء المنقوش بتسليم عبدالله السنوسي مدير الإستخبارات العسكرية من قبل موريتانيا والمخابرات الفرنسية فى زمن حكومة عبدالرحيم الكيب عام 2012 مقابل صفقة مالية ، وعن الإتصال الهاتفي الذى حدث بين الجنرال ووزير الدفاع الأمريكى لمدة نصف ساعة بعد استلامه وزارة الدفاع ، وعن لقاء باريس للدول الداعمة من أجل إعداد منظومة متطورة لرصد حركة المهربين والهجرة غير الشرعية وانشاء غرف عمليات للمنظومة فى الجنوب ، وعن ماقدمه الجنرال من خارطة طريق لبناء المؤسسة العسكرية بقيمة 7 مليار وعن صفقة الرفال ، وعن المشادة التى وقعت بين اللواء المنقوش والسيد مصطفى الساقزلى أثناء إجتماع مجلس الوزارة المليارات وعن إيفاد العديد من الطلبة الدراسة بالخارج ،

كتاب الجنرال يتحدث ومحاورة الصحفى الدعيسي لوزير الدفاع البرغثي كشف لنا العديد من الحقائق المتعلقة أيضاً بما كنا نسمع دون أن نكن على دراية حقيقة بتلك المعلومات ومصدقيتها بما بتعلق بالشأن السياسي ، فعلمنا من خلاله عن السبب الذى إلتقت به وزارة الدفاع بطاقم دبلوماسي من السفارة البريطانية عندما سمح لبعض القطع البحرية بزيارة الموانى الليبية خاصة ميناء طرابلس وعن تقديمهم عروض من أجل صيانة بعض القطع البحرية التى تعرضت لغارات الجوية من دول تحالف الناتو عام 2011 ، وعن دور الذى لعبته قطر فى تسليح الدروع فى بنغازى وعن التعاون مع مصر فى مجال التدريب العسكري وتخريج العديد من الدفعات من الكليات العسكرية المصرية، كما تحدث عن خلافه الدائم مع الوزراء الذين جاء بهم المؤتمر كى يصبحوا أدواته السياسية فى الحكومة وعن إنصدامه معهم بخصوص قضايا تخص الجيش ، وتحدث عن مواقف وطنية ونجاحهم فى وضع المادة “6” في قرار المؤتمر الوطني وعن مواقف على زيدان الضعيفة مع الميلشيات وعن خطفه من قبل الميليشيات وكيف خرج من ليبيا ، وتحدث عن كتلة الوفاء والتى ليست لها علاقة باستقالته برغم من مؤمرات والدسائس ضد مشروع بناء الجيش ، يروي الجنرال كما سردها لنا المؤلف سبب استقالته وكيفية اتخاذه قرار الإستقاله ومن طلب منه العدول عنها ، كما أكد العديد ان لم يقدم استقالته لكن قدم الكثير للمشهد السياسي ووجه المؤلف سؤاله للجنرال بعد هذه التجربة الطويلة فى العمل العسكري هل راضي أنت على الذي قدمته!

 

والجدير بالذكر بأن الكاتب الصحفى ناصر الدعيسى دبلوماسى سابق ، توالى إدارة مدير موقع فيلادلفيا الإخباري ، وإدارة التعاون الدولي فى وزارة الإعلام والثقافة الليبية ، كما شغل وظيفة مستشار سياسي فى السفارة الليبية بالمغرب وعضو مجلس إدارة مجلس الثقافة العام ، وعضو إتحاد الصحفيين العرب ، ومقرر لجنة الشؤون الخارجية للإتحاد في دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى