المقالات

التغييب الممنهج!

بقلم: بريك العصيمي

تعجبت كثيراً! وحزنت في نفس الوقت؛ عندما رأيت مقابلة أُجريت مع بعض الشباب في إحدى الدول العربية والإسلامية، كان المذيع في أحد البرامج الجماهيرية لمعرفة نبض الشارع يسأل الشباب عن أول ركن من أركان الإسلام؟

فكانت الإجابات صادمة ومحبطة، كيف لا! والكثير منهم يعترف ويقول بصريح العبارة لا أعرف.

أيعقل هذا!؟ إلى أين يتجه شبابنا؟ وما هذا الانحدار الذي يعيشون فيه؟ وكيف تم إغرافهم في ملهيات هذا العصر، حتى انسلخوا أو كادوا ينسلخوا من دينهم؛ من خلال هذه السطحية في الثقافة والفكر والاهتمامات.

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن؛ عندما ترى من أبناء هذه الامة من لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه.

إن التغييب الذي يمارس ضد شباب هذه الأمة: الذين هم أملها لم يأت من فراغ، بل هو تربص وتخطيط؛ لخلق جيل تافه عاجز عن نفع نفسه، فضلاً عن نفع غيره أو مجتمعه.

ولا شك أن الشباب عنوان القوة اليوم، وهم ذخيرة الأمة وركيزتها في بناء حضارتها وتقدمها الإنساني.

لذا فهي مسؤلية كبرى، وأمانة عظمى، ينبغى أن يتحملها ويقوم بها القائمون على مؤسساتنا التعليمية والثقافية، في غرس قيم الانتماء والولاء وأخلاقيات ديننا العظيم في نفوس النشء وأبناء هذا الجيل.

إن البقاء لهذه الأمة ودوام عزها وكرامتها مرهون بعد الله عز وجل بخلق جيل واع، جيل يقدر دينه وهويته وانتماءه، جيل يرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

إن الذي يخون دينه سوف يخون وطنه ومجتمعه، فالذي ليس فيه خير لربه لن يكون فيه خير لغيره.

نحن أمة يُراد لها أن تكون أمة رائدة قائدة، ولن تكون كذلك إلا بتمسكها بدينها وعقيدتها.

وقد عرف حكام وقادة هذه البلاد أهمية التمسك بالكتاب والسنة، وأخذوا يتواصون بها من عهد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وتوارثها أبناؤه من بعده بقولهم: “إن عزنا منوط بتمسكنا بكتاب ربنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم”، وقد صدقوا في ذلك.

وقد ألمح عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذلك بعبارته الخالدة: “نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره، أذلنا الله”.

نعم، هذا هو الطريق الموصل لكل ما ننشد من سعادة وخير في الدنيا والآخرة.

قفلة الختام:
قال تعالى:” وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى