هيا سرينا نشرفي ( نصيد الأرانب )
و الأرنَبُ : هو حيوان ثديي يؤْكل لحمه، ومنة البري والداجن، كثير التوالد سريع الجري، يداه أقصر من رجليه (للذكر والأنثى) . و في أيام الربيع وبعد نزول الأمطار الكثيرة الموسمية بغزارة و تصبح الأرض متزينة بالخضرة و الأشجار و قد نبتت الأعشاب
و تكاثرت الحشائش و الأزهار ، التي هي مصدر مهم للرعي و لتقتات عليها الحيوانات العشبية ومن ضمنها الأرنب البري ( الشرفية ) كما تسمى عند أهل الجنوب في تهامة وكان في مثل هذه الأوقات من كل عام تنشط هواية جميلة ورياضة ممتعة ، وهي ممارسة صيد الأرانب ( الشرافي ) أو كما تسمى ( هيا نشرفي ) ، وذلك لتواجدها بكثرة و هي مصدر من مصادر الصيد الوفيرة في تلك الأيام و في مثل هذا الوقت من كل عام ، وكانت هناك طريقة بدائية لصيدها فكانت تصاد بواسطة العصي الذي يسمى باللهجة المحلية ( مكابع ) و ( مفردها مكبعة ) وهي ما يسمى في الوقت الحاضر ( الهراوات أو العصي ) ففي المساء من بعد صلاة العصر يتجمع شباب القرية ويشكلون مجموعات كل واحد منهم يحمل في يده هراوة أو عصا ، ( مكبعة ) وكانوا يذهبون الى الوادي و أماكن مراعيها الخصبة بين الأشجار الكثيفة هنا تتكاثر الأرانب ويقومون بصيدها من أجل توفير غذاء لذيذ و غني ، و كانت لهم طريقة معينة أو بدائية في إخراجها من جحورها وذلك أنها كانت الأرنب حينما تشاهدهم يقتربون من أماكن تواجدها تفر وتختبي داخل الأشجار الكثيفة الأغصان و الأوراق ، مثل شجرة الأراك أو الحفر في باطن الأرض وذلك بإصدار الاصوات العالية و الضرب في الاشجار بما يحملون من عصي في أيديهم ( مكابع ) ، فتخرج الأرنب من جحورها ومن تحت الاشجار ومن بين الأغصان مسرعة و بعد ان تتم مشاهدة الأرنب وهو يخرج من جحره ويدخل في إحدى الأشجار يقومون بمحاصرته و يشكل الفريق دائرة حول الشجرة التي هو بداخلها و يصدرون الأصوات العالية و الصراخ مما ينتج عنه انزعاجه وإخافته فيحاول جاهداً الهروب وهنا قد شكل الصيادون علقة مغلقة حول الشجرة التى هو بداخلها و يحملون بأيديهم العصي، ( المكابع ) التي تكون له بالمرصاد وهنا يضطر الارنب بالمغامرة والخروج من بين الصيادين
لكي ينجو منهم لكن خروجه يكون فرصة لا تعوض للصيادين بالإمساك به وذلك برميها أو ضربها بالعصي ( المكبعة ) ويقضى عليه ويتم صيده ، و هكذا تتم عملية الصيد للأرانب البري ( الشرفية ) و بهذه الطريقة التقليدية لأنه في ذاك الوقت لا تتوفر أدوات الحديثة للصيد وايضاً كانت تمارس كهواية من الهوايات المعروفة في ذلك الزمان أو هي نوع من انواع الرياضات المبتكرة بينهم و التسلية أو هي نوع من أنواع المرح بينهم و أيضاً لا ننسى أنه يكون بينهم تحديات و منافسة على الذي هو الافضل في الصيد و تكون هذه الطريقة للصيد هي فن من فنون الصيد بالهراوة و يكون هناك تفاخر كما اسلفنا وتسابق وتنافس بين الشباب المشارك في الصيد ايهما يمسك بالأرنب اولاً وهذه الطريقة تدل على السرعة و اليقظة لأفراد الفريق و ايضاً ممارسة نوع من انواع الرياضة القديمة من مهارات التسديد وسرعة الحركة و كلنا يعرف مدى سرعة الأرنب البري وأنه سريع جداً و أنه من أذكى الحيوانات البرية وذلك لتميزه بالسرعة والخفة وايضاً التمويه و التخفي لتبعد صيادينها من الحيوانات المفترسة مثل الثعالب و الكلاب و وغيرها عن اماكن تواجدها .
وختاماً فإن صعوبة المعيشة في ذلك الوقت و عدم توفر الوسائل الحديث للصيد ابتكر الأجداد هذه الطريقة لصيد هذا النوع من الحيوانات البرية ، وقد أصبحت الان من الذكريات والقصص الجميلة المتوارثة التي تحكى للأبناء و الأحفاد
نرجو أنّ المتعة و الفائدة قد نالت اعجابكم و استحسانكم .
كتبها / عيسى الرقيعي