المقالات

محمد النعمي سيد الشعر إذا أرق سرى وسرى معه الشعر

محمد الرياني

 

بدران يجتمعان مساء الأربعاء، بدر ينير السماء بصفاء نوره ومحمد النعمي ببهاء شعره، اجتمع بدران دون موعد أو اتفاق؛ القمر يتوسط السماء ليسري العشاق يحكون لليل الصافي صفاء قلوبهم ومشاعرهم، يبثون للحب لكل شيء؛ لذرات الرمل البيضاء، وللظلال، وللعابرين السامرين في رحلة مجهولة، يبدو القمر رائعًا وهو يعلو الأماكن ليل الأربعاء، يحضر سيد الشعر محمد النعمي لينير المكان، يبدو بدرًا ساطعًا، كما هو حال بدر السماء ولكنه يسكن على الأرض يناجي القمر العالي، ومحمد النعمي إذا سرى… سرى معه الشعر، يقوده نحو القوافي التي سكنت خياله ومخيلته، ومحمد النعمي إذا أرق فافسحوا له الطريق كي يسري في الطرقات التي تصطف على جنباتها القوافي ليقطف منها شعره وشعوره؛ يغرد للوطن في الصباح وفي المساء، ويغني للحبيبة التي استعصت عليه، وتذرف عينه متى أظلم عليه الحزن في فقد عزيز أو صديق، هو ابن بيش التي زرعت فيه ابتسامات فريدة وأمنيات خالدة فأطرب الوادي الشهير ليزداد ماء الوادي وينطلق نحو المساحات، تخضر الأماكن من أثر السيل ويحضر شعره كي تبقى القوافي مخضرة كحال السنابل فوق القصب الباسق.

ما أروعها ليلة الأربعاء على مسرح الشعر بنادي جازان الأدبي، يأتي هذا الغريد الجنوبي ليمنح الدفء في ليلة استثنائية، نلبس معه معطف الشعر وقت التهاب جذوة الشعر عنده، هي ليلة من الليالي الفاخرة تشبه مساءات الرواد الذين طرزوا المكان بأجمل مايكون الشعر.

محمد علي النعمي أو سيد الشعر هو شاعر بالفطرة وكل تفاصيله شعر، شاعر عندما يتحدث كما الآخرون، وشاعر إذا حاصرته القوافي، وشاعر في صمته وسمته، وشاعر في أناقته وروعته وذوقه.

هو ولا شك أحد عمالقة ورموز الشعر الذين نفتخر بهم.

دمت سيد الشعر للشعر ولمحبيك وللوطن ولكل شيء جميل

سنكون سعداء جدًّا مساء الأربعاء وسنغادر قاعة الشعر لننظر إلى البدر العالي وفي مخيلتنا بدر القصيد وسيد الكلمة الرقراقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى