ماذا بعد (كوفيد ١٩)؟
بقلم: بريك العصيمي.
لا بد أن نعترف أننا نعيش في هذه الأيام مرحلةً متقلبةَ الأطوار، كتقلب وتحور هذا الفايروس(كوفيد ١٩) الذي كان يفتر تارة، وينشط تارة أخرى.
هذا هو حال البعض منا للأسف في هذه الحياة؛ فحينما يكون في أمن وأمان، ورغد من العيش واطمئنان، يعتريه الكسل، ويغرق في الوحل، ويتنكب الطريق.
ونعوذ بالله أن نكون كحال المشركين فيما مضى:( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون).
في الموجة الأولى لهذا الفايروس وبعد الحجر الذي فُرض على الناس، حينها كانت أعظم الأمنيات للشخص أن يذهب إلى المسجد ليلقي فيه ثقل أوزاره، أو إلى الشارع ليتنفس الصعداء من خلاله.
اختنق الناس وقتها في بيوتهم وهم في سعة من منازلهم، وضاقت عليهم أنفسهم وهم في بحبوحة من أمرهم.
وحتى هذا اليوم بلغ عدد الوفيات في العالم بسبب هذا الفايروس أكثر من ٢ مليون إنسان.
ألم يكن ذلك كافيا لأن نستوعب الكثير من الدروس؟
ألم نشاهد عجز العالم، وحقيقة ضعفه، وقلة حيلته، أمام هذا الجندي المجهول، سواء كان مفتعلا أو غير مفتعل؟
ألم نعرف حينها أن النجاة كل النجاة إنما هي في الرجوع إلى الله، والتمسك بفرائضه، وتعظيم شعائره!!؟
بلى، عرفنا! لكن للأسف سرعان ما تناسينا ذلك كله؛ فبعد أن انحسر الوباء، وتم رفع الحجر عن الناس، وبدأت الحياة تعود لطبيعتها شيئا فشيئا، عدنا لما كنا عليه من الغفلة والتفريط.
ونخشى بسبب غفلتنا أن نفجأَ بموجات أخرى من هذا الفايروس أو غيره.
ولعل الزلزال_ الذي حدث وشاهدنا جزءاً من تداعياته على شاشات التلفاز وغيرها، الذي ضرب عدداً من الدول العربية والإسلامية مؤخرا، خاصة في الجنوب التركي والشمال السوري، وما خلّفه من دمار شامل وخسائر في الأرواح والممتلكات، والرعب والهلع الكبير الذي أصاب الناس هناك_ أوضح شاهد على ذلك.
حينها نتساءل مرة أخرى ونقول: ما العمل وما المخرج؟
وهذا يحتم علينا أن نتواصى فيما بيننا بضرورة العودة والأوبة الدائمة، وألا نغتر بما يُرى ويشاهد من غفلة البعض، سواءً في وسائل التواصل الحديثة، أو على شاشات القنوات، فكلٌ محاسبٌ على عمله ومجزيٌّ به.
“ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين”
إننا مطالبون جميعا اليوم ببذل الأسباب الدينية والدنيوية؛ للخروج من مثل هذه الأزمات، وأن نكون صادقين في ذلك، عاقدي العزم على الصلاح والإصلاح في مستقبل الأيام.
وألا نكون في أحوالنا: (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)، ذلك هو الخسران المبين.