لحن قيثاري
واكب – بقلم الشاعر جابر ملقوط
أنا روض تحتلي البيد أزهاري
تعج في الآفاق أنداء أعطاري
فؤادي نبع نمير جرى شهدا
غذى أرواحا شدت لحن قيثاري
تنادي لهفة يا أيها الهادي
سلاما يا خير من حاز إكباري
تماهت أرواحكم كالغوادي كم
سقت نمرا قام يحمي حمى داري؟
شفيت الألباب منا بتعليم
وأخلاق ذكرها كوكب ساري
مسحت الدمع الذي ما مل يجري
ويحكي عن نصف حلوى إلى جاري
أبي الحاني كنت دوما وألحاني
على ود تعزف الحب أوتاري
وجاريت الضوء في الصبح إشراقا
وكنت الغيث الذي تحت أنظاري
رسمت الأحلام تزهو بأستاذي
فقد قاد الركب عزما بإصراري
وزاد الأجيال علما على صبر
نجا بالأتراب في بحر أخطاري
لقد كنت الحلم فيما مضى عونا
لنا تكسو ما بدا من فتى عاري
سعى شيطاني بمكر ليرديني
على تيه لا أبالي بأوزاري
ولما كنت الهدى في بداياتي
دفعت الشيطان عني بأذكاري
جزيتم عنا ثوابا جزيلا يا
حبال الخير التي مدها الباري
تقبل مني سلاما على شوق
حداني يا من طوى سفر أسفاري
يمين الله الذي ما له ند
لأنت الزاهي خيالا بأفكاري
عبير الأخلاق في سندس تجري
جمعت الأطياب أصليتها ناري
ستحيا ما عاد طيف بذكراكم
هوى عمري والقوافي لأشعاري
أناجي أرواحكم كلما هزت
خيالاتي ذكريات بأطماري
فيا من علمتموني لكم مني
تحيات نشرها الفل سماري
طويل ثوبي كبير بكم عقلي
وما ضقتم عن سؤالي وأعذاري
وفائي عهد سيبقى يواريني
حياتي والليل ذكر بأوتاري