المقالات

كما ” تدين تدان “

بقلم : احلام الزهراني

دائما نسمع ونردد في حياتنا هذا المثل كما (تدين تدان ) ولكن احيانا نرى التجاهل به.

هو ليس مجرد مثل شعبي بل قاعدة اساسية في الحياة أرى أنها دعوة مستمرة لنا لنكون أكثر وعياً بتصرفاتنا وتأثيرها على الآخرين.

 

كما تدين تدان” هو مثل عربي نردده وهو يعبر عن قانون الكون الأخلاقي الذي يفيد بأن ما تفعله للآخرين سيعود إليك بنفس النوع، سواء كان خيرًا أو شرًا.

 

هذا المثل يعكس مبدأ العدالة الإلهية الذي يحكم تصرفات البشر، سبحان الله حيث يعتبر أن كل فعل له ردة فعل مشابه وأكثر ، وهو تذكير دائم بأن الخير يولد الخير، وأن الشر يولد الشر.

 

ذات يوم كنت اعمل بقطاع خاص كان أحد الموظفين يحمل الكراهية لموظف آخر دون سبب وكان يترصد له ويحاول يمسك عليه أشياء وينتقد عمله ويعطيه الأوامر المزعجة وقام بتشويه صورته أمام الجميع والموظف من العقليات الحكيمة والصبورة وقد يكون أحيانا التحمل لأجل لقمة العيش تحمل كل الاذى وصبر حتى رزقه الله بعمل آخر .

 

وفي يوم من الأيام دارت الدنيا على هذا الرجل وجاء موظف جديد وعمل فيه كما كان يعمل بالموظف السابق وأكثر ولم يتسطيع التحمل فقدم استقالته من العمل رغم حاجته للعمل شاهدت هذا المثل أمامي وكان درساً لي قبل الجميع كما (تدين تدان ) .

 

هذا المثل يعكس فكرة عميقة توضح بأن الحياة مليئة بالتوازن، وأن النتائج التي نحصدها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأفعال التي نقوم بها. إذا تعامل الإنسان مع الآخرين بالاحترام واللطف، فإنه على الأرجح سيجد المعاملة نفسها منهم. وعلى العكس، إذا ظلم أو أساء، فإنه سيجد نفس المصير ينتظره، ولو بعد حين.

 

أن الإنسان مسؤول عن أعماله، وأن الجزاء من جنس العمل. في القرآن الكريم، توجد آيات عديدة تؤكد على هذا المعنى، منها قوله تعالى: **”مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ”** (النساء: 123)،

 

وهو تأكيد واضح على أن كل ما يفعله الإنسان سيعود عليه في نهاية المطاف ، فالتصرفات التي نقوم بها تجاه الآخرين تعود إلينا، سواء كانت خيرًا أم شرًا.

 

في دروب الحياة نريد المعاملة الحسنة، باللطف والأحترام والتقدير والود والمحبة ،حتى تعود علينا بثمارها في شكل علاقات طيبة ومتعاونة ومثمرة .

 

التعامل الجيد مع الآخرين هو مفتاح النجاح في الحياة، والتواصل الفعّال تبني جسورًا من الثقة والتعاون، مما يفتح الأبواب أمام فرص جديدة ويعزز من قدرتك على تحقيق أهدافك.

عندما تحترم وتقدر الآخرين، فإنك تخلق بيئة داعمة يمكن أن تساعدك على النمو والتطور في مختلف جوانب حياتك.

 

ما تريده لنفسك، طبّقه على الآخرين. هذه القاعدة الذهبية تعتبر أساسًا للعلاقات الإنسانية الناجحة. عندما تعامل الآخرين بالطريقة التي ترغب أن يُعاملوك بها، تساهم في خلق جو من التفاهم والاحترام المتبادل. إذا كنت تسعى للعدل والاحترام والمحبة، فمن المهم أن تقدم هذه القيم للآخرين أيضًا، مما يخلق توازنًا إيجابيًا في حياتك وفي حياة من حولك.

@hlm_35363

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى