كتم الغيظ من مكارم الأخلاق
كلنا نتعرض لمواقف استفزازية من الآخرين عن قصد أو عن جهل مما يجعلنا في حالة غير عادية و قد نتصرف تصرفات نندم عليها أو قد تضر بصحتنا كالتهام الطعام أو التدخين أو غير ذلك ..
محظوظ من يكتم غيظه ،
كظم الغيظ خلق عظيم من مكارم الأخلاق، ويؤدي لثمرة عظيمة في حياة الناس والتحامهم وتآلفهم وانخراطهم في أعمالهم وبين بعضهم في مجتمعاتهم وأسرهم، بشكل إيجابي ودون كثير مشكلات أو معوقات.
لو نستطيع التحلي بالصبر وكظم الغيظ…بل حتى أن ندفع بالتي هي أحسن ،عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله”
كظم الغيظ هل هو ضعف؟
الأحاديث النبوية الشريفة ترشد المسلم الى أن ضبط النفس وكظم الغيظ عند الغضب ليس دليل ضعف ولكنه دليل قوة شخصية المسلم، ولذلك كان من أبرز صفاته صلوات الله وسلامه عليه الحلم وكظم الغيظ والعفو عن المسيء .
ولذلك نراه صلى الله عليه وسلم يوجه رجلا قال له: «لا تغضب ثم أعاد عليه فقال لا تغضب..»
إن كظم الغيظ لنيل مغفرة الله عزّ وجلّ ومحبّته له أجر عظيم في الدنيا والآخرة .
علينا النجاة من التصرف الخاطئ المتسرع الذي يجلب الندامة.
و التغلب على الشيطان الرجيم والانتصار على وساوسه .
ما الفرق بين الغيظ والغضب :
الغيظ فوق الغضب…
الغيظ أشد الغضب …
وعلى ذلك فهو أخص من الغضب ؛ فكل غيظ غضب ، وليس كل غضب غيظا .
و الفرق بين الغيظ والغضب :
أن الغضب يتبعه إرادة الانتقام .
أيضاً الفرق بين الغيظ والغضب :
أن الإنسان يجوز أن يغتاظ من نفسه ، ولا يجوز أن يغضب عليها، وذلك أن الغضب :
إرادة الضرر للمَغضوب عليه، ولا يجوز أن يريد الإنسان الضرر لنفسه ، والغَيظ يقرب من باب الغم .
في النهاية على الناس تجاهل من يحاولون إثارة غضبهم ، حتى ولو كان هذا صعباً، وأن يتذكروا أن من يغضبهم يسيطر عليهم.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من كظم غيظا، وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيماناً»،
وقال: «ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»
على الإنسان أن يسمو بنفسه ويترفع عن السباب، فيقابل الإساءة بابتسامة، فلا يحمل في نفسه الحقد على من أساء إليه.
و علينا التدرب على الصبر والمسامحة، فتمرين عضلة القلب على التسامح، والمحبة، والبعد عن الكراهية والبغضاء يساعد الإنسان على تقبل الإساءة والخطأ…
فالصبر والمسامحة من الإيمان؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى ينظر إلى القلوب والنوايا والأعمال، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ).
ندى فنري
أديبة / صحفية