شاولي : مقولة “إذا ما نفعت ما تضر” في استهلاك المكملات الغذائية محفوفة بالمخاطر
واكب ـ غيداء الغامدي – جده
في وقت نبه المجلس الصحي السعودي، من تناول المكملات الغذائية والفيتامينات، دون تقييم وإشراف من الطبيب المعالج وذلك ليتم تحديد مدى الاحتياج ومأمونية الاستخدام للحالة الصحية ، حذر الدكتور هيثم محمود شاولي، من ظاهرة بيع الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية دون وصفة طبية؛ لافتًا إلى أن انتشارها بمختلف أنواعها في الصيدليات؛ أصبح ظاهرة ملفتة للنظر وتدعو إلى تحرك وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء للتدخل السريع في ضبط عملية بيعها، وجعلها على الأقل لا تصرف إلا من خلال روشتة طبية ويلزم مستخدمها بعمل تحاليل تؤكد وجود نقص للفيتامين أو المعادن أو للعناصر الغذائية المهمة؛ إذ أصبحت هذه المكملات الآن غائبة عن الرقيب وموضع تجارة وربح وكسب بلا حدود.
وأضاف “شاولي”: تحتوي هذه المكملات على الفيتامينات والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والمستحضرات العشبية؛ ولكنها للأسف أصبحت في وقتنا الحاضر مثل “العلك في البقالات”؛ إذ خرجت عن نطاقها ودخلت عالم التجارة والربح السريع بشكل ملفت للنظر؛ لدرجة قد يستهلكها الفرد من تلقاء نفسه أو بوصفة الصيدلي من خلال سرد المريض لبعض أعراض المتاعب، وانطلاقًا من المقولة “إذا ما نفعت ما تضر”، دون أي إدراك لخطورة الجرعات الزائدة التي تدخل الجسم من المكملات الغذائية التي قد تؤثر على صحة الفرد.
وأشار إلى أن تناول المكملات دون دوافع طبية محددة، قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، والتسبب بما يسمى طبيًّا بالتسمم، والذي قد يحدث مع أي فيتامين أو معادن؛ حيث إن لأغلب الفيتامينات كميات غذائية موصى بها، وحدًّا أعلى يمكن تناوله، ولا تقتصر السمية على الفيتامينات فقط؛ بل على المعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والزنك والمنجنيز والنحاس والصوديوم والكلورايد والسلينيوم وغيرها من التي تؤخذ بجرعات عالية يمكن أن تكون سامة كذلك، كما تتمثل أضرار المكملات الغذائية في حدوث اضطراب الجهاز الهضمي، وتساقط الشعر، وتلف الأعصاب، وصعوبة النوم والتركيز، والإصابة بأمراض القلب، كما تؤثر على الصحة النفسية.
وقال: إن فكرة تناول الفيتامينات والمكملات للحصول على تغذية صحية متكاملة هي محض أوهام؛ فكما أن الرياضة لا تكفي وحدها ليتجنب الفرد آثار العادات الغذائية غير الصحية؛ فإنه لا يمكن الحصول على تغذية سليمة باعتماد المكملات؛ فهذه المكملات قد تساعد على سد الفجوة بين العناصر التي يحصل عليها الشخص من نظامه الغذائي، وتلك التي لا يحصل عليها؛ ولكن استخدام المكملات كوسيلة لإصلاح النظام الغذائي ليست فكرة جيدة، وخير نصيحة هي الاعتماد على المصادر الغذائية الطبيعية التي توفر جميع العناصر الهامة للجسم كالفيتامينات والمعادن والألياف.