شارع الخلود
الأدميرال/ عمرو العامري
قبل أربع سنوات تماما وفي أيام
كهذه الأيام توقفت عربة الشهداء في قرية القمري، وصعد اليها في طريقه نحو السماء اجمل ابنائها ؛ البطل الشهيد سلطان عيسى شبلي.
يومها كان الحزن طاغيا وكان العزاء متعذرا جدا على والد الشهيد وعائلته وعلينا كلنا ابناء قرية القمري لأن سلطان كان فقدا غير قابل للعوض.
لكن سلطان صعد شهيدا وهو يدافع عن وطنه، وطننا جميعا، وكان هذا كافيا للعزاء والتصبر واحتساب الأجر عند الله.
غير ان لولاة الأمر حفظهم الله رأيا آخر، وهو ان اسم سلطان وكل اسماء الشهداء يجب ان تظل خالدة في ذاكرتنا و في قلوبنا وذاكرة الوطن ، لأنهم روا الثرى بدمائهم وحتى يظل الوطن عزيزا وعصيا على الاعداء، وحتى ينبت الشيح والعرار على تلك الجبال التي استشهد فيها سلطان.
وأُطلق اسم الشهيد سلطان رحمه الله على احد شوراع قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية في الجبيل ، واليوم ها هي القمري مسقط رأس سلطان وحيث وُري الثرى ، ها هي اليوم مزهوة لأن اسم سلطان يزين اهم طرقاتها، ( حزام القمري ) وحتى يظل في ذاكرتنا وذاكرة الاجيال التي ستأتي ، اليوم في القمري اسم طريقا للخلود.
فشكرا ولاة الامر شكرا لكم وانتم عودتمونا الوفاء ولكم منا القسم بالبقاء على العهد.
والشهداء لا يموتون ولا يتلاشون ابدا، هي ارواحهم فقط تصعد كالنور وكالصلوات نحو السماء .
و هنيئا لنا كلنا اليوم ابناء قرية القمري هذا المجد، وهنيئا لأم البطل سلطان ، وهنيئا لوالده اخي الحبيب عيسى شبلي.
( و لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)