المقالات

رذاذُ عطرٍ

بقلم :أحلام أحمد بكري

………………….

تسللتْ أفكار مشاكسة لمخيلتي

تشاغبني وتحرك الحنين بداخلي للكثير..

بمجرد أن رمقتْ عيني عقارب الساعة التي تشير إلى الثانية صباحاً تبسمتُ من تلقاء نفسي..

.

آه ، كم أتلذذ بذكرى طيف يمر متسلقاً فارضاً نفسه ، مداعباً ومخترق قلبي..!

.

تبسم الحظ لي في ليلة من ليالي الماضي العتيق ..

عبق رذاذُ عطرٍ متطاير ، رحل بي لمغامرة مجهولة ، ذات مساء..

شارع فارغ بعد منتصف الليل..

صوت مذياع السيارة المنطلقة على صوت أم كلثوم -هات عينيك تسرح في دنيتهم عنيه- ..

أرصفة ملتهبة شوقاً تخلو من المارة ، إنارة شارع خافتة..

هدوء وغفوة كون ، إلآ من صحوة مشاعر متأججة..

.

روح رغم ترددها ، ومحاولات لوأد اللهفة بها ، أفلتتْ من خوفها وتحررتْ من خورها ، أندفعتْ تبحث عن خلاصها..

بعد سيل من اللعنات لكل ما يحجمها ويلجمها..

برغم طول مسافة الطريق ، أنطوت بدون إدراك..

.

ها أنا ذا ، أمام المنزل ، تسبقني المخاوف كلما أرتقيت درجةً من درجات السُّلم..

وما أن وصلت وفُتح الباب ووقعتْ عيني علي ما أحببتُ ..

سقط عن كاهلي كل العالم..

.

أمتلكتُ أجنحة حلقتْ بي قرابة الساعة والنصف ..

ولم أعي إلا وأنا بين ذراعين تشدُّ على جسدي المتخدر بفعل التحليق ..

وهمس يسري خلال مسمعي يقول (كان ضرباً من الخيال شيء من المستحيل)..

مع وداع رقيق على أمل لقاء جديد..

وعقرب ساعة يشير للثالثة والنصف صباحاً..

.

وكأني التقطتُ واحتضنتُ نجم من السماء ، بعبق رذاذُ عطرٍ متطاير..

……………………………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى