تعلم أن تُسامح
بقلم / ندى فنري
لا يوجد أحد في هذا العالم نقي وكامل….
إذا تجنبت الناس لارتكابهم أخطاء،فستبقى وحيدًا …
في هذا العالم، احكم أقل وأحب أكثر…
*إدارة العلاقات *هي مفتاح اللغز الذي يمنحك القدرة على المضي في عملية التسامح .
عندما تبدأ في عملية التسامح بكل ثقة هذا سيساعدك في التخلص من كل الهموم ويمكن أن يساعدك على التحرر من القيود النفسية التي يفرضها الشخص الذي أساء إليك.
في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التسامح حتى إلى الشعور بالتفهم والتعاطف والرحمة تجاه الشخص الذي سبب لك الشعور بالجرح.
لا يعني التسامح نسيان الضرر الذي تعرضت له أو التجاوز عنه …إنما أن تفوض غضبك إلى أسمى حقيقة في نفسك إلى القوة العليا إلى الله سبحانه و تعالى عندها سوف يبدأ غضبك في التحول إلى تعاطف .
إنها إرادتك في التماس العون من الله …من هذه القوة العليا التي تمكنك من أو تحول غضبك إلى محبة.
قرر أنك لم تعد تعاني من رد فعل أفكارك غير المتسامحة .
سامح الآخرين، ليس لأنهم يستحقون المغفرة ولكن لأنك تستحق السلام.
كن واثقاً أن هدفك الوحيد راحة البال و ليس تغيير أو معاقبة الشخص الآخر .
لأن حمل الضغينة والتفكير في الانتقام لا يفعل شيئًا بأرواحنا أو صحتنا إلا زيادة الأذى الذي يلحق بها
تذكر أنك أثناء صفحك عن الشخص الآخر إنما تسامح نفسك .
سامح نفسك، ليس مرة واحدة فقط، ولكن مرارًا وتكرارًا، عدة مرات لإيجاد السلام .
ابدأ في التدريب على التسامح و تبين قيمة الدعاء للشخص الآخر كما تدعو لنفسك .
استمتع بالسعادة
و الطمأنينة التي تنبع من التسامح .
ليس سهلا لكن المسامحة تقول أنك حصلت على فرصة أخرى لبدء بداية جديدة.
قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
هو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب .
معنى أحسن هنا : أن المأمور به هو الصفح الجميل .
الجميع يرتكبون أخطاء في الحياة، لكن هذا لا يعني أنه يتعين عليهم دفع ثمنها بقية حياتهم، أحيانًا يتخذ الأشخاص الطيبون اختيارات سيئة، هذا لا يعني أنهم سيئون، هذا يعني أنهم بشر.
قال الله سبحانه و تعالى-: (وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
و قال سبحانه وتعالى تعالى-: (فَأُولَـئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا).
قال الله سبحانه و تعالى-: (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وفي النهاية ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).
من حق المسلم أن يرد السّيئة بمثلها، ولكن الذي يعفوا و يصفح و يسامح عن السيئة له أجر كبير من الله عز وجل .