المقالات

بصمات على قارعة الوجع!

بقلم: عيسى المزمومي

 

لكل إنسان بصمة تميزه عن بقية خلق الله؛ و كل إنسان يتميز بطبع وسلوك عن أقرانه؛ وهنا مقالة ليست كلمات إنما بصمات كتبت بقلمي المتواضع تروي بعض الوجع و الألم عن واقع ربما نعيشه:

” بصمة عابرة” !

قال الاصمعي ” اذا أردت أن تعرف وفاء الرجل وقيمة عهده ؛ فانظر إلى حنينه إلى أوطانه ؛ و تشوقه إلى إخوانه ؛ وبكاءه على ما مضى من زمانه”!!

فاين انت من ” الوفاء” لكي اقول لك من أنت ؟!!

الوفاء أصل الصدق ؛ كل وفاء صدق ؛ وليس كل صدق وفاء؛ المعنى الحقيقي للوفاء هو ” التزام القيم السامية ؛ ومكارم الأخلاق ؛ لأن الإنسان من غير وفاء لمن عرفه جسدا من غير روح!!

ذلك الخلق الرفيع ؛ والسلوك القويم ؛ نهج النبلاء ؛ وهو من حميد الغرائز ؛ وفاضل الأخلاق ؛ وكريم الشيم ؛ وطيب المعدن!!

من لا وفاء له لا خلاق له … ولا خير فيه …تركه أفضل من عشرته لانه مر المعشر..بغيض الخلق!!

إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ

واللؤمُ مقرون بذي الإخلافِ

وترى الكريم لمن يعاشرُ منصفًا

وترى اللئيم مجانب الإنصافِ

 

” بصمة خُلق” !

الرفق طريقاً موصلا للجنة و رضا الله عز وجل ؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله». وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق، ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه».

و يقول الله عز وجل في كتابه الكريم “فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.

والرفق يضبط سلوك المرء ؛ لانه لا يكون في شيئاً إلا زانه ؛ ولا ينزع من شيئاً إلا شأنه ؛ فمن حرم الرفق حرم الخير كله لانه ساس النبل.

و يقول عز من قائل سبحانه وتعالى” : (خُذ ِالْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).وفي صحيح البخاري عن هشام عن أبيه عروة عن أخيه عبد الله بن الزبير – قال: “إنما أنزل خُذِ الْعَفْوَ من أخلاق الناس. وإذا أراد الله بقوما خيراً ادخل على قلوبهم الرفق !!

 

” بصمة وجع “!!

الروح تمرض فهي تصاب بما يصاب به الجسد ؛ و الوجع قد يكون في الأمراض الحسية و الجسدية!!

لكن رغم كل الاهات و الأوجاع الثقة بالله عز وجل واليقين به سبحانه وتعالى والتوكل عليه تقوي الروح لكي تتجاوز الصعاب ويعيش الإنسان حياته بسعادة !!

كل الهموم و الغموم التي يعيشها الإنسان لحظات و مواقف سوف تمر بقدرة الله لأن الحياة الدنيا رحلة قصيرة و الخطوب محك القلوب؛ والنهاية أما جنة أو نار!!

لن يشعر بك أحد لأن المعاناة و الوجع جزء من الحياة ” ولقد خلقنا الإنسان في كبد” الورد له شوك وهو جميل ؛ ولكن فوق كل شوك وردة !!

الصلاة …الدعاء. ..العبادة …الصدقة .. أعمال البر ترسم مستقبل السعادة لتجاوز كل الأوجاع لأن كثرة الجدل تهلك العمل ؛ لا تحزن على الماضي تأمل في نعم الله عليك إليه الأمر من قبل ومن بعد …الحياة لا تستحق كل الألم….

 

” بصمة بنان”

التسامح من أرقى الأخلاق فهو يترك في النفس أثر طيب؛ لانه يعمر المحبة و يطمس الحقد و يضمد الجراح ويزيد الصبر ؛ طمعا في الأجر والثواب من رب العالمين!

التسامح لغة النبلاء و يرفع النفس إلى مكارم الأخلاق و العلياء لانه نورا يزين عقد الحياة !!

فالتسامح سيد المواقف لأنه يسقي الروح محبة ويزيد حسن الخلق هو خلق الأنبياء والمرسلين ومن أعلى مراتب السمو والقوة و الاحسان!!

ما أحسنَ العفوَ عفوٌ بعد مقدرة * عن أقبحِ الذنبِ كفرٍ بعد إِيمانِ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى