النفاق الإجتماعي
واكب – منى توفيق – الرياض
النفاق الاجتماعي .. ليس نفاقاً دينياً
بل هو يتعلَّق بسلوك اجتماعي، وعلاقات فردية، وأمراض اجتماعية ..
تؤثر بقوة المجتمع وتماسك أفراده ، ويظهر خطره في المجتمع ..
أن النفاق عمومًا مذموم ومنبوذ، والمنافقون مكروهون مزيفون .عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وذو الوجهين هو الذي يأتي كل الناس بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها .لمصلحة شخصية ، ويدخل في ذلك المصالح الإجتماعية أو مصالح العمل .. وقد ينوي بذلك التعادي بين الناس ،
فيرضي ذلك ويجامل هؤلاء ، فإذا مدحت أو حتى جاملت الفاسق أو حتى من لم يستحق المجامله بذلك
توهم السامع بعكس ماهو فيه ، ويصدقك السذج ، وخسرت الصداق .فأقترفت جملة من الأخطاء ..
بسبب ذلك النفاق أو مايسمونه بعض الناس بالمجامله ، ويتعذرون بِـ كلامات ((مشي حالك ، لاتدقق ))يقول الدكتور النابلسي : إذا تكلم الإنسان شيئا غير صحيح، أمامه نموذجان ؛
-أمامه إنسان بسيط ليس له القدرة ليكتشف خطأه، وعنده ثقة،
-وأمامه إنسان ذكي دقيق،
البسيط غششته، والذكي خسرته، فأنت خسرت على جبهتين،
الأول البسيط الذي صدقك ووثق بك،
والذكي الحصيف خسرته،،،
أما إذا تكلمت الحق، وحرصت على أن تقول الحق، ولو كان الثمن باهظا، إنك ترقى عند الناس. كذلك . تَجِدُونَ النَّاسَ أصنافاً وأنواعاً وأشكال مختلفه .. منهم من يكون بصراحته مزعجاً ،
ومنهم من تتقبل صراحته لجمال اسلوبه ،
ومنهم اللبق .. ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس )
وهناك بعض الأشخاص في السكوت على الخطأ بنية الحصول على مصالح أو خوفاً ,,, يقول الحسن البصري : ( تولى الحجاج العراق وهو عاقل كيس فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشا سفيها) ..
وهذا أثر من الآثار الجمة لسلوك النفاق الإجتماعي ، أنه يغير سلوك هؤلاء الأشخاص ، ويصدقون ماوصلوا إليه من المجاملات .
تتجلى هذه الظاهره كثيراً في مجتمعاتنا ، وفي علاقات العمل والعلاقات الإجتماعية الأخرى ، وكذلك وسائل التواصل لا تخلوا من ، هذه الخصلة الذميمة كأن يقف الإنسان موقفين متناقضان .وأخيراً يكون التنافس والتسابق في مضمار الآخرة في العلم والعمل
، وما الله بغافل عما يعملون”