المخرج ” طاهر محسن ” يستأنف تدريبات ” عند الضفة الأخرى ” استعدادا لعرضها في مهرجان المسرح الخليجي ٢٠٢٤
كتب – علي باقر . مملكة البحرين
استأنف الفنَّان المسرحي البحريني طاهر محسن و مجموعة من فناني مملكة البحرين المشاركين في المهرجان المسرحي الخليجي في دورته الرابعة عشر ٢٠٢٤ مساء أمس الثلاثاء في تمام الرابعة في قاعة ” عبدالله ” بفندق مداريم ” في عاصمة المملكة العربية السعودية ” الرياض ” التدريبات على مسرحية ” عند الضفة الأخرى ” التي تمثل وطننا الغالي مملكة البحرين في المهرجان ، و التي ستعرض على خشبة المسرح الأزرق في رحاب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بن عبدالعزيز آل سعود بعاصمة المملكة العربية السعودية ” الرياض ” و ذلك في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة الموافق ١٣ سبتمبر ٢٠٢٤ حسب الجدول الذي أعدته إدارة المهرجان و الدعوة للجماهير السعوديين و المقيمين و الخليجيين و الجاليات العربية العاشقة لهذا المحتفل المسرحي الخليجي الهام الذي عاد بعد انقطاع طويل و تحتضنه رياض المحبة ، وذلك بفضل المسئولين في المملكة العربية السعودية و أخوانهم الفنانين الخليجين المحبين للمسرح الذين أجمعوا على استمراره من أجل تطوره و دعما للشباب الخليجي الموهوب.
حضرت التدريبات للمخرج طاهر ، ووجدت أن تركيزه في التدريب الأول على المحتوى الشكلي في الهيكل العام السردي للعرض المسرحي دون التوغل في أعماق الشخصيات و تفاصيل تجسيداتها و حالاتها و مفارقاتها و خصائصها في بيئة الصور المشهدية التكوينية للعرض، وكان الهدف من وجهة نظري استرجاع تلك الصور الي ترتسم في مخيلته بشكل سريع ليتبصر الفنان بشكل سريع و كذلك التقنييون المصاحبون للعرض لأهمية الوقفات التي يرمي لها المخرج في الوقف عليها لتتكامل الصورة المجسدة التي تمتلك التأثير على الجمهور العريض المتذوق و تجذبه لتثير لديه حالات الربط تحليلية بين الصور المشهدية و تحليلها بغية تلمس روح القضايا الإنسانية التي يبحث فيها عن حلول.
كما حضرت تدريباً آخر لهم على خشبة المسرح الأحمر في رحاب جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود ووجدت أن المخرج المسرحي طاهر يعتمد على بناء صوره المشهدية للعرض و انسجامه مع تغذية فنيي الديكور التجريدي المعبر في حركته مع الفعل الذي يجسده الممثلون و كذلك دخول المؤثرات الموسيقية التي تعمق الفعل و تجعل الصورة الحركية عميقة في تأثيرها على الجمهور المشاهد ، كما وجه فني الإضاءة لإظهار الصورة المشهدية بإبهارها سينوغرافياً و كيف تتعايش مع الحدث المسرحي علي الخشبة ، و عرض ذلك التخيل الجمالي على شكل طقس الصورة دون أن يغفل توجيه الممثلين لإظهار تفاصيل و أبعاد شخصياتهم ، وكنت ألاحظ التعبيرات التي تترتسم على محياه و ابتسامته إذا طابق التغبير الأدائي و الحركي لمجموعة الممثلين للصورة المتخيلة التي رسمها المخرج في رؤيته لتقديم عرض.
مسرحية ” عند الضفة الأخرى ” والتي كتبها الفنان و المخرج حسين العصفور وهي من إنتاج مسرح الريف البحريني، ساعد في الإخراج جاسم العالي و الأستاذ القدير أحمد جاسم العكبري مدير الإنتاج و الفنان محمود إسماعيل فني الإضاءة والسينوغرافيا و الفنان القدير ياسر سيف في الإشراف على تصميم السينوغرافيا وصمم الديكور و السينوغرافيا القدير الفنان حسن حمد ، كما جسَّد شخصيات هذه المسرحية نخبة من الفنانين وهم محمد الصفار وحسن العصفور وعقيل الماجد و عبدالحسين مرهون و حسين العصفور و جعفر البصري و علي حسن عبدالله و علي بدر و علي محسن و الفنانتين القديرتين نورة عبدالعزيز و نادية الملاح ، و عدد من المواهب الشبابية العاشقة للمسرح وهم :
فراس حميد و محمود عبدالحسن و سلمان باسل و مهند عبدالحسن.
ويعدُّ الفنان المخرج المسرحي طاهر محسن من أهم المخرجين المخضرمين في مسرح الريف الذي أسهم في تأسيسه منذ أن أشهر في ١٨ مايو ٢٠٠٥ ، كما أخرج عدداً من المسرحيات و قدَّم ورشاً تدريبية للممثلين المواهب و أشرف فنياً على العديد من العروض المسرحية ، كما أن له وهج إخراجي لعدد من العروض المسرحية في بعض المسارح الأهلية البحرينية و خارج وطننا الحبيب مملكة البحرين وحصد جوائز الصدارة في بعض أعماله . و يعدَّ نمودجاً أكاديمياً مثرياً و مثمراً لدي جميع فناني البحرين في المسارح الأهلية ، و في تواجده في مجمل الدراما التليفزيونية التي أنتجها تليفزيون البحرين أو في بعض الدول الخليجية مع أهم قامة فنية درامية بحرينية تليفزيونية الفنان المخرج أحمد المقلة ، ومن خلال بحثي اليسير و المختصر عن المخرج طاهر محسن ، فهو من قرية بوري أحد قرى البحرين ، ولد في ٢٩ ديسمبر ١٩٧٠ ، عشق المسرح من نعومة أظفاره عندما كان في التاسعة من عمره مع المخرج المسرحي في قريته ” إبراهيم الحسيني ” حيث شارك في مسرحية ” الحارس ” و استمر في التفاعل مع المسرح القروي مع أبناء قريته.
أما أهم انطلاقاته التمثلية كان من خلال شخصيته ” قعقوه ” في مسرحية ” سوق المقاصيص التي أخرجها الفنان عبدالله ملك لمسرح أوال ، ثم توَّج عشقه و حبَّه للمسرح عندما قرر الدراسة الأكايمية في معهد الفنون المسرحية بدولة الكويت و بذلك يعدُّ من أهم الفنانين الأكاديميين في التمثيل و الإخراج عندما تخرج عام ١٩٩٦م ، ثم انطلق في المسارح أستاذاً أكاديمياً و أحد أعلامها مخرجاً معتمد و مدرباً فنياً و ممثلا في التلفزيون، و مساعداُ للمخرج أحمد المقلة في عدة مسلسلات منها المسلسل ” لو اني أعرف خاتمتي ” ، كما حصد جائزة التميز ، فحقق جائزة أفضل مخرج عن مسرحية ” الصرخة ” و جائزة أفضل مخرج عن مسرحية ” جدل “.