الصحة والطب

السعودية تبهر العالم.. برنامج فصل التوائم 30 عامًا من الإنجازات الإنسانية

واكب /فاطمة محمد مبارك -أبها

البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، يمثل قصة نجاح استثنائية، ليس فقط على المستوى الطبي، بل على المستوى الإنساني، حيث نجحت الكوادر السعودية المؤهلة والمدربة على مدار أكثر من ثلاثة عقود، في تحقيق إنجازات هائلة، وتركت بصمة واضحة على الصعيدين المحلي والعالمي، لتؤكد على كفاءة واقتدار المواطن السعودي الذي أثبت كفاءته في كل القطاعات.

وبمبادرة كريمة من المملكة العربية السعودية أقرت الأمم المتحدة يوم 24 نوفمبر من كل عام ليكون يومًا عالميًا للتوائم الملتصقة، وهذا الاعتراف الدولي يأتي تقديرًا لجهود مملكة الإنسانية حيث يوافق هذا اليوم ذكرى انطلاق البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، في 24 نوفمبر 1990 بشكل رسمي، والذي نجح في إنقاذ حياة العشرات حول العالم وأدخل السعادة والبهجة على مئات الأسر من ذوي التوائم الملتصقة، وفتح أبوابًا من الأمل لتخفيف المعاناة عن هذه الفئة من البشر.

 

وهذا النجاح لم يكن ليحدث لولا دعم القيادة الرشيدة للكفاءات الطبية السعودية العالية، حيث تمكن البرنامج على مدار أكثر من ثلاثة عقود، من إجراء العديد من عمليات فصل التوائم المعقدة بنجاح، مما جعله السعودية مركزاً إقليمياً وعالمياً رائدًا في هذا المجال.

 

فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز توجيهاته الكريمة في 2015 بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليكون الذراع الإنسانية للسعودية لتقديم المساعدات للمحتاجين حول العالم، حيث نفذ البرنامج 3117 مشروعًا إنسانيًا في 105 دول حول العالم تجاوزت قيمتها 7.1 مليار دولار أمريكي، في القطاعات الإنسانية والإغاثية المتنوعة.

 

لقد حقق البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية نجاحات تاريخية حيث تمكن من إجراء أكثر من 61 عملية فصل ناجحة للتوائم بنسبة نجاح تقترب من 100%، بالإضافة إلى مراجعة 143 حالة من 26 دولة في ثلاث قارات حول العالم.

 

ولا يقتصر دور البرنامج على فصل التوائم السيامية فقط بل يمتد لتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم بمجرد صدور الموافقة السامية على إجراء عملية الفصل، حيث يتم نقل التوائم وذويهم على متن طائرات سعودية إلى المملكة وتوفير الإقامة لذوي التوائم حتى يكونوا بالقرب منهم قبل وبعد عمليات الفصل، مع متابعة حالة التوائم بعد العودة إلى بلادهم حيث يتم ترتيب زيارات لهم بشكل دوري إلى المملكة لمتابعة حالتهم الصحية عن قرب.

 

إن اليوم العالمي للتوائم الملتصقة هو مناسبة للاحتفال بالإنجازات التي حققها البرنامج السعودي لفصل التوائم، وتقديرًا للجهود السعودية المبذولة في هذا المجال والتي تعكس كرم وسخاء القيادة والشعب السعودي، وتأكيدًا على أن القيم الإنسانية مكونًا رئيسيًا للهوية السعودية، وأن الرسالة الإنسانية السعودية هي رسالة شاملة، لا تعرف الحدود الجغرافية ولا الفواصل السياسية والعرقية والدينية بل هي رسالة عالمية هدفها الإنسان بالأساس في كل مكان حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى